انتهى عصر المعجزات، ولكن أنْ ينطق حجر بثلاث لغات، ويعلن للعالم أجمع عن تاريخ مصر، ويحيى اللغة بعد موتها أعتقد أنها معجزة أيضًا، معجزة "حجر رشيد التى يحارب من أجل استعادتها كاهن الآثار المصرية زاهى حواس، فى ألمانيا وفرنسا، يخوضها أيضا من أجل استعادة "رأس نفرتيتى" التى أغوت مكتشفها فسرقها. وتعود أحداث الصراع على الحجر عندما نقل إلى لندن طبقًا لشروط معاهدة 1801 بين الإنجليز والفرنسيين، وهو الآن يعد واحدًا من أهم القطع الأثرية المصرية المعروضة بالمتحف البريطانى بلندن. الحجر اكتشفه ضابط فرنسى يدعى بيير فرانسوا زاڤييه بوشار عام 1799، وكان أحد الضباط المهندسين للحملة الفرنسية، وعندما أمر الجنرال الفرنسى عبد الله جاك مينو بإصلاح قلعة قايتباى، لتكون درعًا يحمى مصر من الغزاة عن طريق البحر، عثر عليه تحت أنقاض القلعة أثناء ترميمها. واستطاع العالم الفرنسى "جيان فرانسوا شامبليون" تفسير لغاته الثلاث الهيروغليفية والديموطقية (القبطية ويقصد بها اللغة الحديثة لقدماء المصريين) والإغريقية عام 1822، بعد مقارنتها بالنص اليونانى ونصوص هيروغليفية أخرى، لأن النص اليونانى عبارة عن 54 سطرًا وسهل القراءة، مما جعله يميز أسماء الحكام البطالمة المكتوبة باللغة العامية المصرية، وكتبه الكهنة تمجيدًا لفرعون مصر وإنجازاته، ليقرأهُ العامة والخاصة من كبار المصريين والطبقة الحاكمة فتمكن العالم من إحياء حضارة القدماء المصريين وفك ألغازها، وترجمة علومهم بعد موتها لقرون. أما عن الرأس الحجرية ذات اللعنة الفرعونية "رأس نفرتيتى"، فتعود أحداثها عندما اكتشفها الألمانى لودفيج بورشارد فى تل العمارنة، وتمكن من إخفاء الرأس عن السلطات المصرية، مدعيًا أنها من "الجبس"، فتكون ملكًا للألمان طبقاً لاتفاقية تقسيم الآثار المكتشفة، بينما كان التمثال لرأس ملكة من الحجر الجيرى المغطى بطبقة من الجبس. ولكن هل يستطيع حامى الآثار المصرية استرداد ما سرق؟ أم أن لعنة الفراعنة ستظل تطارده فيرجع صفر اليدين.؟؟