سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مصادر تكشف اندلاع ثورة داخل "الإخوان" بسبب إستراتيجية قيادات الجماعة.. دول العالم تلفظ الهاربين.. قيادات بالتنظيم الدولى تطالب بعدم اقتصار صناعة القرار على المسجونين.. وباحث إسلامى: وقت مراجعات نقدية
كشفت مصادر مقربة من جماعة الإخوان الإرهابية أن هناك حالة ارتباك شديدة تعيشها قيادات الجماعة داخل مصر وخارجها، بجانب التظيم الدولى، عقب الاخفاقات المتتالية التى طالت الجماعة فى الفترة الأخيرة على عدة جوانب، وعدم رضاء عدد كبير من قيادات الخارج بجانب قواعد الجماعة من الإستراتيجية التى تتخذها قيادات الإخوان فى مصر، واصفة ما يحدث داخل التنظيم بالثورة على القيادات. وأوضحت المصادر فى تصريحاتٍ ل"اليوم السابع" أن عددا من قيادات التنظيم الدولى للإخوان وبخت قيادات مصر، وطالبت ألا ينحصر قرارات التنظيم على قيادات الجماعة داخل السجن أو من هربوا خارج البلاد، حيث يُعتَبَر هؤلاء صناع القرار داخل جماعة الإخوان فى مصر، موضحة أن هناك مطالبات داخل التنظيم بتغيير قيادات الجماعة وعدم اقتصار صناعة القرار داخل الجماعة بين من هم داخل السجن ومن الخارجين. وأضافت المصادر أن آخر اجتماعات للتنظيم الدولى لجماعة الإخوان شهدت مشادات بين قيادات بإخوان مصر، وآخرين من التنظيم العالمى على الخلفية الإستراتيجية المُتَّبَعَة من قِبَل قيادات الإخوان التى لم تتغير منذ سقوط محمد مرسى، وإعلان الجماعة مقاطعتها للاستحقاقات الانتخابية، مطالبة إياها بتعديل إستراتيجيتها، ومراجعة أخطاء الإخوان فى مصر، وهو ما قوبل برفضٍ شديد من قيادات التنظيم بمصر خلال الاجتماعات، وهو ما اعتبرته المصادر بوادر خلافات داخل التنظيم العالمى للإخوان. وعلى صعيد قيادات التنظيم فى الخارج تواجه الجماعة أزمة كبرى تتمثل فى رفض العديد من الدول استقبال قيادات الجماعة الموجودين فى قطر بعد محاولات الدوحة اتخاذ خطوات فى سبيل تطبيق اتفاق "الرياض". وأكدت المصادر أن هناك عددا من الدول رفضت استقبال قيادات الإخوان أبرزها السودان، بجانب ما تعانيه الجماعة من ضغط دولى عليها، من حيث فتح بريطانيا تحقيق فى أنشتطها، وهو ما صَعَّبَ مهمة انتقال قيادات إخوانية إلى لندن، فى الوقت الذى قالت فيه المصادر إن هناك عملية نزوح كبيرة لقيادات إخوانية من قطر إلى تركيا خلال الفترة الأخيرة. وفى الوقت ذاته طالب عدد من شباب الإخوان بأن تتيح لهم جماعة الإخوان حرية اتخاذ القرارات، وألا تتم فرض التعليمات عليهم، كما طالبوها بتغيير الإستراتيجية التى وصفوها ب"الفاشلة"، وسادت حالة من الغضب لدى شباب الإخوان على قياداتهم من تجاهل مطالبهم، حيث طالب عدد من الشباب بتصعيدهم فى المناصب، بجانب عدم قدرة قيادات الجماعة على فرض نفوذها على الشباب. من جانبه قال هشام النجار الباحث الإسلامى إن هناك مراجعات نقدية تجرى حاليا على مستوى التنظيم الدولى بوصف راشد الغنوشى أحد مفكرى هذا التنظيم المؤثرين، مشيرا إلى أن حديث الغنوشى الأخير الذى انتقد فيه الإخوان يحمل تخفيفا من مسئولية أخطاء الإخوان فى مصر وعدم تعميمها على حملة نفس الفكر فى الدول العربية وعلى رأسها إخوان تونس وحركة النهضة. وأضاف فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع" أن توقيت حديث الغنوشى لافت فى وقت يروج لمحاولات إيجاد محاضن جديدة للإخوان وقادتهم بديلاً عن قطر والأنباء عن رفض كثير من الدول لاستقبالهم، ليبدو الكلام كمبرر أو كمحاولة للتملص من مسئوليات المرحلة ومشاركة إخوان مصر فى نتائج أخطائهم السياسية . وأوضح أن هناك حراكا غير مسبوق داخل التنظيم وصراعات داخلية وخارجية على القيادة والتغيير فى بنيتها ومحاولات تغيير الوجهة السياسية والفكرية من عدمه، وهذا يحدث بين جيل الشباب والحرس القديم من جهة وبين المعتدلين والإصلاحيين مع المتشددين من جهة أخرى. وأشار إلى أن القرارات الأخيرة بالمقاطعة السياسية وتبنى الصراع والمفاصلة حتى النهاية وعدم السعى لحلول وسط كلها دلالات على علو صوت التشدد والشباب المتحمس داخل الجماعة فى مقابل تراجع نفوذ القيادات التاريخية والتقليدية بعد الخسائر السياسية واهتزاز ثقة الشباب بهم مع الرغبة فى وقف نزيف الخسائر وإنقاذ التنظيم.