- البشير يرفض إيواء قيادات التنظيم الدولى حرصًا على العلاقات مع مصر -ضغوط من الولاياتالمتحدةوقطر لمنع نقل مقر التنظيم خارج المملكة المتحدة لم يكن ليخطر ببال مؤسس جماعة الاخوان حسن البنا، أن يؤول حال جماعته إلى ما هى عليه الآن، فالوضع هذا المأساوى الذى تعيشه الجماعة فريد من نوعه، فقد خسرت مصر وشعبها بعد افتضاح أمرها، وباتت فى مواجهة مع الدول التى دعمتها وعلى رأسها بريطانيا، ولم تعد تجد الجماعة سبيلًا للخروج من محنتها سوى الضغط على السلطات الإنجليزية لوقف التحقيق مع أعضائها، وكذلك توسيط قطر ومن خلفها الولاياتالمتحدةالأمريكية لوقف الملاحقة المتوقعة لقيادتها فى لندن. فمن جانبها، بدأت جماعة الإخوان خلال الايام الماضية فى اتخاذ خطوات فعلية لتعطيل التحقيقات التى تجرى فى عاصمة الضباب حول نشاط عناصرها هناك، خاصة بعد تردد أنباء فى اعتزام فرنسا فتح تحقيقات شبيهة بتلك التى تجرى فى بريطانيا، حيث بدأت الجماعة فى إعداد تقارير تظهرها فى موقف الضحية لتقديمها إلى السفارة البريطانية فى مصر، كما طالبت الجماعة رجال أعمالها بالضغط على الحكومات الغربية لمنعها من التحقيق مع عناصر الجماعة. وعلمت «الصباح» من مصادر مطلعة، أن قيادات التحالف الوطنى لدعم الشرعية فى مصر، زارت السفارة البريطانية أواخر الأسبوع الماضي، لتقديم طلب مدعوم بمقاطع مصورة من فض اعتصام رابعة العدوية، أملًا فى تعليق التحقيقات التى تجريها لندن. وأضافت المصادر، إن الطلب الإخوانى الذى تم صياغته فى حزب «الاستقلال»، الذى يترأسه مجدى أحمد حسين، تضمن حافظة أوراق بها تقارير حول فض الاعتصامات، واعتداء قوات الشرطة على المعتصمين السلميين، لافتًا إلى أن الزيارة تزامنت مع تقديم حكومة قطر طلبًا مماثلًا للحكومة البريطانية لذات الهدف. وفى السياق ذاته، قالت مصادر مطلعة تنتمى لتحالف دعم مرسى، وتقيم حاليًا فى تركيا، أن قيادات الإخوان الموجودين فى إسطنبول، تقدموا بشكاوى عديدة لسفارات دول غرب أوروبا ومن بينها بريطانيا، فى محاولة لمنع طرد الإخوان من لندن، فيما يضغط أمين عام تنظيم الإخوان فى الخارج إبراهيم منير من خلال رجال أعمال الجماعة لوقف نقل المقر خارج المملكة المتحدة. كما كشفت مصادر سودانية مطلعة، رفض الرئيس السودانى عمر البشير ترحيل قيادات الإخوان المقيمين فى الدوحة إلى الخرطوم، إذا ما صدر قرار من بريطانيا بطردهم. مرجحة أن يكون وراء رفض البشير ذلك، رغبته فى عدم معاداة مصر، خاصة أنه يواجه أزمات داخلية وخارجية. وكان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثان، قد قام الأربعاء الماضى، بزيارة إلى السودان رآها مراقبون بأنها تأتى ضمن محاولات الدوحة للبحث عن ملاذ آمن للعناصر الإخوانية الذين لم تعد تستطيع إيواءهم بسبب الضغوط الخليجية، وأن الزيارة تأتى ضمن جولة أوسع لمقاومة شبح العزلة الخليجية. وفى المقابل قالت المصادر: إن استقبال قطر للعناصر الإخوانية المغضوب عليها، وبعضها مطلوب للعدالة تحوّل إلى عبء لم يعد بإمكان الدوحة تحمّله، فى ظل تصاعد ضغوط دول خليجية عليها. من جانبها، كشفت مصادر داخل تحالف الإخوان المنشقين، تلقى التحالف دعوة من السفارة الأمريكية بالقاهرة للقاء أحد المسئولين بها، بهدف مناقشة الأوضاع السياسية، وموقف جماعة الإخوان. وأكدت المصادر أن مسئول السفارة الأمريكية، أكد لهم أن اللقاء سيدور حول مستقبل الإخوان، ورؤية الشباب بعد إعلانها تنظيمًا إرهابيًا، مضيفة أن التحالف أجل الرد لحين معرفة رأى جميع الأعضاء، ولقاء الدكتور كمال الهلباوى، القيادى الإخوانى المنشق، لاستطلاع رأيه. وأشارت المصادر، إلى أن الحركة ستعد ملفًا كاملًا عن العنف الذى مارسته جماعة الإخوان منذ عزل الرئيس محمد مرسى فى الثالث من يوليو الماضى، وأن الحركة ستطالب خلال اللقاء بضرورة وقف دعم الإدارة الأمريكية لقيادات الإخوان داخل وخارج مصر. بينما أكدت مصادر أخرى، أن حركة الإخوان المنشقين، أحد ألاعيب الجماعة، وأنها تعتبر «عيون الجماعة» على الواقع، حيث تم تدشينها لتكون مطلعة على أفكار ونوايا الدول. وأضافت المصادر، أن الإخوان المنشقين مسموح لهم بلقاء المسئولين والظهور فى وسائل الإعلام وكأنهم من المشاركين فى عزل محمد مرسي، بينما هم مجموعة تنتمى قلبا وقالبا للإخوان، لافتًا إلى أن مسئول بالسفارة الأمريكية اتفق مع الإخوان المنشقين على تأسيس حزب سياسى، والأرجح أن يكون اسمه «العدل والبناء» يتم من خلاله إعادة الإخوان إلى المشهد السياسى مرة أخرى، ويتم ترشيح الصف الثانى من قيادات الإخوان لمجلس النواب من خلال الحزب الجديد الذى يجمع شتاتهم.