تخيم حالة من الركود الشديد على صناعة وسوق المقطورات وعربات الكارو الحديد، التى تشتهر بها مدينة زفتى فى محافظة الغربية, كما توقفت عمليات البيع والشراء, وسادت حالة من الغضب لدى العمل، الذين يتجاوز عددهم أكثر من آلاف العامل. ولقد اشتهرت مدينة زفتى منذ سنوات بصناعات الحديد بأشكاله وكل مستخرجاته من عربات الكارو ومقطورات النقل الصغيرة والكبيرة وجميع لوازم الفلاح المصرى, من كماليات الجرار الزراعى, ومحراث وحفار ودارسة محصول القمح والأرز, كما تقدمت مدينة زفتى فى صناعة خطوك إنتاج مصانع الطوب الطفلى, وكانت تصدر الخطوط للعديد من الدول، ومنذ عامين تحديداً بدأت الصناعات فى الركود, ولجأ العديد من الصناع لتغيير مهام عملهم وتغيير مسار العمل بسبب غلاء الأسعار وقلة المبيعات, وأزمة الكهرباء. "اليوم السابع"، تجول وسط العمال والمصانع والورش التى طالما تغنى العاملون بها من كثرة الأعمال, وفرحة قدوم الرزق, للوقوف على أهم مشاكلهم التى حالت بينهم وبين صناعاتهم. ويقول محمد سعادات صانع مقطورات, إنه على الرغم من أن الحديد من الصناعات الثقيلة التى تحظى باستقرار الطلب وكثرة استعمالها ومشتقاتها، إلا أن الركود واختفاء عمليات البيع والشراء, وأزمة الكهرباء الطاحنة التى تشهدها البلاد, تسببت فى وقف الحال وتشريد العمال. وأضاف وحيد المغربى صاحب إحدى ورش الحدادة فى مدينة زفتى، أن مهنة الحدادة بها الكثير من الأخطار التى تهدد سلامة العاملين فى الورشة، فقد تتسبب بجروح وضيق فى التنفس، إضافة لضعف النظر الناجم عن دخان اللحام وقص الحديد", بالإضافة لكونها متعبة وشاقة جدًّا، وتحتاج لتركيز وقوة بدنية لا تتوفر لدى جميع الأشخاص، مستنكراً الحال الراهن من متابعات لهم ولجميع العمال وأصحاب الورش من قبل الضرائب وارتفاع أسعار الكهرباء, وارتفاع أجرة العمالة ومتطلبات الورشة اليومية, وارتفاع سعر الحديد الجديد، ما جعلهم يعتمدون اعتماداً كلياً على الحديد القديم والمستعمل. وقال جمال الفار صاحب ورشة حدادة، نعانى من انقطاع التيار الكهربائى 3 مرات يومياً، وفى كل مرة تصل إلى ساعتين أى ما يعادل 6 ساعات يومياً على الأقل، ما أدى إلى تعطل مصالحنا وأشغالنا وأصبح العمل المطلوب تسليمه فى يومين، يستغرق أسبوعاً جراء انقطاع الكهرباء. واستدرك قائلاً "عندى 8 عمال فى الورشة ولا أستطيع أن أسدد يومياتهم بسبب قلة إنجاز العمل، الناتج عن انقطاع الكهرباء المتكرر"، مؤكداً أن العمل يشهد حالة من الركود الاقتصادى وارتفاع أسعار الخامات. وأضاف حسين عامل خراطة، "نقوم بتسديد فواتير الكهرباء التى تأتى بمبالغ تتجاوز 300 جنيه شهرياً، لأن عداد الكهرباء تجارى ومع ذلك لا نجد الكهرباء لتسير أعمالنا، والمولدات لا تساعد على عمل ماكينات اللحام". وطالب العمال الحكومة الحالية، أن تهتم بهم فى عيد العمال الذين احتفلوا به على شاشات التليفزيون بعيداً عن الواقع المؤلم الذى تعيشه البلاد، وخاصة الحرفيين والعمال.