أكد المفكر مراد وهبة أستاذ الفلسفة بجامعة عين شمس، أنه يمكن إنقاذ وضع مصر الحالى من خلال تعزيز قوة الضبط والربط والاعتماد على رجع الصدى من المجتمع، وهو ما افتقدناه خلال فترة حكم الإخوان، بالإضافة إلى اللجوء إلى حلول إبداعية لحل مشكلات المجتمع. جاء ذلك خلال الندوة التى عقدها مركز بحوث الشرق الأوسط بالجامعة بعنوان "إشكاليات الحداثة فى الزمن الكوكبى" بحضور نُخبة من الفلاسفة والمُفكرين والمهتمين بالشأن الثقافى المصرى. وأضاف أستاذ الفلسفة بجامعة عين شمس، أن قضية الحداثة تعد من أخطر القضايا المُعاصرة بل إنها تطرح إشكاليات مُتعددة، لافتا إلى أن إشكالية الحداثة ليست فى الحداثة، ولكن فيمن يتوهمون أنهم فى مقدورهم الوصول إلى الحداثة، وأن الكوكبية تعد البُعد الرابع من الاتصال المعرفى. وتحدث وهبة حول الأصولية والعلمانية والحداثة وما بعدها، والتى تعد من المصطلحات الرائجة اليوم فى العالم العربى، لافتا إلى أن الحركة الفكريّة والثقافية تعيش حالة من الغليان والتربّص، وتحاول أن تهضم التحولات التى يشهدها العالم، انطلاقاً من واقع عربى مأزوم، ومشرف على المجهول. وأوضح وهبة أنه من أبرز مكونات الدولة الحديثة فى القرن ال16 هى العلمانية، إلا أن مصر وصفت فى عصر محمد على باشا بالدولة الحديثة بسبب إنشائه عددا من المؤسسات القوية، والتى وصفها بالحديثة بما يعد وصفاً غير دقيق وتصنيفاً خاطئا، لأنه جعل مصر بعيدة كل البُعد عن العلمانية، ومن هنا تأتى إشكاليات الحداثة فى وطننا العربى وهى ليست بالمحلية أو الإقليمية فحسب ولكنها مشكلة دولية أيضاً . وتناول وهبة "إشكالية ما بعد الحداثة" والتى تتمثل فى تحويل المجتمع إلى إلكترونى من خلال نسف المسافة زمنياً ومكانياً التى تؤدى فى النهاية إلى انفجار البيانات والمعلومات وحرية انتقال المعلومات بين أبناء الكوكب الواحد. وأكد الدكتور جمال شقرة مدير مركز بحوث الشرق الأوسط، ومقرر عام الندوة أن العقل العربى والمصرى يعيش أزمة حقيقية فهو لم يتجاوز بعد المرحلة العقلية لأننا لم نتشبع بالعلم والمنطق والفلسفة فمازال يبحث عن اكتشاف ذاته وحتى الآن مازالت الحكومات فى العالم العربى والإسلامى تحجُر على حرية العقل بل وتلجأ إلى إلغائه تماماً، فى حين تجاوز الغرب الحداثة وصولا إلى ما بعد الحداثة . وأشار شقرة إلى أن مصر شهدت أياماً حالكة الظلام فى ظل حكم الإخوان، حيث اتخذوا من أنفسهم عقلاً يفكر للشعب وقاموا بإقصاء حرية التفكير.