اسمح لى عزيزى القارئ وقبل أن نبحر سويا فى عقلية الفارس وصفاته وقبل أن نغوص فى مواصفات تلك العقلية النبيلة التى يتحلى بها الفارس لابد أن نوضح: أولا: إن هناك فارقا كبيرا كما أسلفنا من قبل بين كلمة ( رجل ) بمعناها وكلمة ( ذكر) ومفهومها، ومن المؤكد أن كل رجل هو ذكر بطبيعة الخلق، ولكن وللأسف ليس كل ذكر مستحقا للقب رجل بمعناها ومفهومها. فكثير هم من يحملون علامات الذكورة ولكن للأسف الشديد لا ينتمون لفصيلة الرجال، فعندما قال رب العزة ( للذكر مثل حظ الأنثيين) أورده هنا كنوع فقط بطبيعة الفطرة والخلقة وما عليه من مسؤليات غالبة على النوع. أما عندما تكلم سبحانه عن الرجولة ومسئولياتها فقد قال سبحانه (الرجال قوامون على النساء) وجعلها بشروط وواجبات مهمة على الرجال منها الإنفاق وهنا لم يورد سبحانه قول الذكور قوامون بل الرجال أقول كل ما سبق لأننى أريد أن أوضح صفة هامة من صفات الرجال وقليل منهم من يتحلى بها ألا وهى صفة الفروسية بكل ما تعنى كلمة الفارس فالفروسية لا ترتبط فقط بمن يقتنى ( الخيل ) ويمتطيها شاهرا سيفه بل هى صفات قلما وجدت فى فصيلة الرجال فالفارس هو ذاك الشخص الشجاع المقدام الذى لا يخشى فى الله وقول الحق لومة لائم مهما كلفه ذلك فى سبيل إحقاق الحق ودحر الباطل فهو لا يرتضى الخنوع والفارس هو ذاك الكريم الذى لا يصطنع الكرم تكلفا بل هو من ضمن موروثاته والفارس أيضا هو ذاك المعين لخصمه وقت سقوطه، فليس من أخلاقيات الفارس أن ينقض على خصمه حال سقوطه أو رفعه راية التسليم والفارس كذلك هو ذاك النبيل الذى لا يرتضى أن يكون سباباً أو لعاناً أو مغتاباً أو حقوداً بل هو المترفع عن الصغائر المعين على النوائب والفارس أيضا هو من يقدم على عمل ما عليه من واجبات مسارعاً فى الخيرات دون النظر لما له من حقوق قد لا يقتضى الوقت اكتسابها اعلم جيدا عزيزى القارئ المحترم أن هذا اللقب وهو الفارس قد لا تكفيه سطورا بسيطة أو مقالا عابرا ولكننى أحلم كما تحلم أن يكون هناك الكثير من الفرسان وخاصة على مستوى العمل القيادى فى مصر لأنها تمر بمرحلة فارقة فى حياتها. كما أننى أتمنى أيضا أن يتحلى أبناء هذا الوطن الغالى بتلك العقلية حتى يكون بمقدورهم النهوض بوطنهم بعد عثرته وكبوته. عزيزى القارئ كم نحن جميعا فى حاجة ماسة لعقلية الفارس النبيل الذى يغلب مصلحة الوطن على مصلحته الشخصية، فهل تغلب علينا عقلية الفرسان؟
