الرجال لا تقاس بالأشكال ولا الأطوال ولا الأموال، فالرجل (بأصغريه) قلبه ولسانه، هكذا تعلمنا وعلى ذلك تربينا على كيفية ان تكون رجل تستحق هذا اللقب وفارق كبير بين كلمة (ذكر) وكلمة (رجل)، فبالتأكيد كل رجل هو ذكر بطبيعة الخلقة وفطرة الله التى فطر الناس عليها، ولكن للأسف ليس كل ذكر رجل فقد فرق رب العالمين (عز وجل) بين كلمة ذكر وكلمة رجل، فعندما قال سبحانه (للذكر مثل حظ الانثيين)، أورده هنا كنوع بفعل الخلقة والمسئوليات المترتبة عليها فى الحياة. ولكن عندما تحدث سبحانه عن تحمل لقب رجل قال عز من قائل (الرجال قوامون على النساء) ولم يقل سبحانه (الذكور) رغم تكرار النساء فى الآيتين وهنا لحكمة يرتبها رب العالمين فيمن يستحق أن يحمل صفة رجل، لأن هناك فارقًا كبيرًا بين هذا وذاك. فالرجل كلمة تعنى الكثير (تعنى المسئولية وتحملها الرجل تعنى الفارس بكل ما تعنى هذه الكلمة من تصرفات الفرسان وعقلية الفرسان من كرم وقوة وشهامة ومروءة وإيثار والكثير والكثير من مواصفات الفارس التى يجب أن يتحلى بها من يريد ان يوطن نفسه على لقب رجل بمعنى الكلمة ويحضرنى بعض أبيات الشعر النبطى لأحد شعراء الخليج العربى وهو (خلف المشعان) وهو يعدد أنواع الرجال، ورغم كونه شعرا يحتاج لبعض التفسير للبعض إلا أنه واضح للأغلبية وما أعجبنى فيه معناه لأنه سهل الفهم، وهنا أورد بعض الأبيات من قصيدة الشاعر التى يقول فيها رجل تعزه بعد ما تلتقى فيه *** ورجل قبل ما تلتقيبه تعزه ورجل يهزه بعض موقف ويشقيه *** ورجل ما كل موقف يهزه ورجل ضعيف ويستفزه معاديه *** ورجل كلام عداه ما يستفزه ورجل يوزونه ويزعل بنى خيه *** ورجل يزعل من يحاول يوزه ورجل تلزه ويعترفلك بخافيه *** ورجل على خافيه ما حد يلزه ورجل يموت وما يجيبون طاريه *** ورجل يجى طاريه فى كل حزه قد تكون كلمات بسيطه إلا أنها تحمل معانى غاية فى الأهمية، كلمات تجعلنا نفكر كثير، لكى نستحق أن نمنح لقب رجل فلو اختصرنا ما سبق سوف نصل لقول هام وهو (الرجل يساوى موقف).