دعونا نتجه بعيداً عن السياسة بتعقيداتها، وآلام الوطن وآلامنا، بعيداً عن الإخوان والتحرير والاتحادية، بعيداً عن كل شىء له علاقة بالواقع السياسى ومعاناته، دعونا نتجه إلى الأحلام، عفوا إلى فارس الأحلام، ذلك الحلم الذى يراود قلب وروح كل فتاة منذ فجر ولادتها. كل أنثى تحلم بالفارس المنتظر، ذلك الرجل الذى سيسرقها من أحضان أحزانها ووحدتها وقسوة الحياة، ليمنحها كل ما حرمت منه من هناء وسعادة، ذلك الوسيم الذى يملك أخلاق الأمراء وشجاعة الفرسان وحنان الأب واحتواء الصديق، وأنفة وعزة الأخ، ذلك الحبيب الذى ستتفتح بين يديه زهرة شبابها المغلقة. لكل أنثى فارسها المنتظر بمواصفاتها الخاصة، يداعب دوما خيالاتها، ويزورها أحيانا فى أحلامها، ليهون عليها قسوة حياتها وآلامها. الأنثى كائن شديد الحساسية، كل أنثى رقيقة، وكل أنثى ضعيفة، وكل أنثى فى حاجة ماسة للحنان والإحتواء مهما بلغت من مناصب، ومهما أظهرت من قوة وصلابة، ومهما وصلت من نجاحات، وهو ما يغفل عنه الكثير من الرجال الذين يكتفون فقط بالنظر إلى القشور. قليلون هم من يستطيعون استيعاب طبيعة الأنثى بشكل عام والأنثى الشرقية بشكل خاص، والتى ولدت فى مجتمع يحظر عليها التعبير عن مشاعرها ويصادر خيالاتها وأحلامها، فتظل محتفظة بها داخلها فى انتظار حار ومتلهف لمن تهديه هداياها الثمينة، وتقع الكارثة اذا جاء رجلها جاهلا بما تحمله بداخلها وغير قادر على استفزاز أنوثتها الكامنة. الفروسية ليست حصان أبيض أو سيارة حديثة، الفروسية فى القدرة على الإستيعاب والإحتواء، فى ادراك مواطن الضعف داخل الأنثى، فى قدرة الرجل على جعل أنثاه فى غنى عمن سواه، الفروسية ليست فى كنوز المال ولكن فى كنوز الاحساس والاستيعاب والتفهم. الرجل أقوى، لا جدال فى ذلك، وكلما ضعف الرجل أمام أنثاه كلما دل ذلك على قوة مفرطة، الضعف العاطفى ليس انتقاص للرجولة، ودموع الرجل أمام أنثاة دليل على فرط قوته وليس العكس، ولكننا للأسف نعيش فى مجتمع يخلط بين القسوة والرجولة حتى أصبحت فيه القسوة مرادفة للرجولة، ولا توجد أنثى سوية تحلم بفارس قاسى، ولكنها تحلم برجل قوى قادر على حمايتها بقوته، رجل لا يستخدم قوته ضدها، رجل لا يسعى لترويضها لتصبح تابعا أعمى له، بل شريكة له فى كل تفاصيل حياته. إن مفاهيم الرجولة المختلطة فى مجتمعنا تغتال الأحلام وتقلل من فرص الوصول إلى فارس الأحلام المنتظر. رسالة لكل رجل كن لأنثاك فارساً ولا تكن مجرد رجل ، كثيرون هم الرجال أما الفرسان فقد أصبحوا كنوزا نادرة ، تعدد علاقاتك وكثرة المعجبات حولك ليست دليلا على فروسيتك إنها دليلا على نقص كامن فى نفسك تعززه باستقطاب الراغبات فى الدخول إلى مملكتك، أن تكون فارسا لأنثى واحدة فى الحياة خير من أن تكون جندى متخاذل عابر فى حياة الكثيرات، الفرسان يبقون والجبناء يذهبون فى سلة مهملات الذكريات، وعليك أن تختار. Comment *