ضغطة زر على كاميرا صغيرة لبداية التسجيل، تبدأ معها أحلام النجومية والشهرة والأضواء، والانطلاق من حجرة مكتب إلى استوديوهات التليفزيون، يرسمون نفس سلم النجومية الذى صعده باسم يوسف قبل 4 أعوام نحو شاشات التليفزيون، ولكن بمائة وجه، تتناثر فيديوهاتهم على "يوتيوب"، ليخترق بعضها أبواب جماهير الشبكات الاجتماعية دون استئذان، محققًا ملايين المشاهدات والإعلانات الإلكترونية، بينما يكتفى آخر بآفة حارتنا فى "الأفورة" وإعادة مضمون فارغ دون موهبة تذكر، وعدد مشاهدين لا يزيد على أفراد العائلة وبعض المحبين. "العلم والإيماو.. فاصل مش إعلامى.. باكوس.. المواطن المصرى"، عدد من مئات الأسماء لبرامج اليوتيوب التى أطلقها شباب مصر محاولين تسلق سلم النجاح الذى صعده باسم قبلهم بسنوات، بعضهم يسقط أمام عتبة الموهبة، وآخرون يتعثرون على "سلمة" غياب المضمون أو تكرار فكرة باسم يوسف نفسها، بينما يحقق بعضهم مثل "علاء الشيخ" مبتكر شخصية المواطن المصرى نجاحًا لا يمكن إنكاره. يقول "علاء"، " كل يوم كانت بتجيلى فكرة حلقة، وقبل ما أبدأ أسجل أوقف الشغل عشان هتطلع شبه باسم يوسف، ما أنكرش أن نجاحه كان دافع جبار لعمل برامج على اليوتيوب من خلالها تطلع مواهبنا وتوصلنا لملايين المشاهدين يمكن أكتر من التليفزيون لكن فى نفس الوقت حملنا عبء تقديم حاجة مختلفة جدا وقوية جدا فى نفس الوقت". 4 ملايين مشاهد.. هو الرقم الذى حققه فيديو "الحقيقة وراء صافيناز" إحدى حلقات برنامج "فاصل مش إعلامى" الذى يعد محاولة جديدة على نفس السلم يقف بها الآن "أمير مظهر" محاولا صعود درجة جديدة "باسم لما طلع ونجح فى التليفزيون خلى ناس كتير تتوقع أنك ممكن تنجح من خلال اليوتيوب بس الحقيقة أن الموضوع بقى أصعب، وبقت كل الناس بتشوف أى حد بيطلع أنه باسم يوسف". الاعتماد على الفيديوهات والتعقيب عليها بكلمات كوميدية تجعل "أمير" يواجه تهمة تقليد محاولات باسم القديمة، ولكنه يرد "بالعكس برنامجى فكرته بعيدة، بحاول أعمل فاصل إعلامى زى الإعلانات لكن مضمونه بيتكلم عن مشكلة فى البلد أو حاجة غلط وبيضحك الناس من خلالها، ووقت ما كنت بعمله كنت بفكر إزاى أبعد عن أن الناس تتهمنى بتقليد باسم يوسف". ويقول محمد فتال، المدير التنفيذى لإحدى الشركات التى تعمل فى الإعلام الجديد وبرامج اليوتيوب منذ 2009 وتدعم عددًا من البرامج الشبابية المختلفة منذ 2009، "ظهور برنامج باسم على الرغم من أنه مقتبس من برنامج أمريكى فى الأصل إلا أنه دفع العديد من الشباب إلى محاولة إعادة نفس البرنامج، والعمل على برامج اليوتيوب لتقديم أشكال جديدة من الإعلام، وعلى الرغم أن العديد منهم تضيع موهبته الحقيقية فى البحث عن نجاح فى مجال لا يخصه إلا أن هناك عددًا كبيرًا الآن من البرامج الجيدة التى ستكون مستقبل الإعلام فى السنوات المقبلة".
