سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأفغان يختارون غدا رئيسا جديدا خلفا لكرزاى.. ثمانية مرشحين يتنافسون أبرزهم زلماى رسول وعبد الله عبد الله.. الاتحاد الأوروبى يرسل 15 مراقبا.. وواشنطن تعتبرها "لحظة مفصلية"
يتوجه غدا السبت نحو 12 مليون ناخب للإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات الرئاسية الأفغانية، لاختيار رئيس جديد للبلاد خلفا للرئيس الحالى حامد كرزاى، الذى يحكم البلاد منذ سقوط حكومة طالبان فى عام 2001، والذى لا يسمح الدستور الأفغانى له بالترشح لولاية ثالثة، كما ستجرى أيضا انتخابات لاختيار ممثلى المجالس المحلية بولايات البلاد ال34. ومن المقرر أن تفتح مراكز الاقتراع البالغ عددها (6400) مركز أبوابها وسط إجراءات أمنية مشددة، وترقب دولى لما ستسفر عنه العملية الديمقراطية فى بلد مزقته الحروب لسنوات طويلة، حيث يخوض المنافسة الانتخابية 8 مرشحين ينتمون لمختلف القوميات الأفغانية إلا أن الصراع نحو المقعد الرئاسى ينحصر فى 3 أسماء وفقاً لتاريخهم السياسى والشعبية التى يحظون بها فى الشارع الأفغانى، وهم زلماى رسول، والدكتور عبد الله عبد الله، وأشرف غانى أحمد زاى. وتخضع انتخابات الغد لإشراف دولى لضمان نزاهتها ورصد أى أعمال انتهاكات تؤثر على نتيجتها النهائية، فقد أعلنت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية فى الاتحاد الأوروبى كاثرين آشتون أن الاتحاد قرر إرسال فريق يتألف من 15 مراقباً إلى أفغانستان للإشراف على الانتخابات. وقالت آشتون فى بيان إنها كلفت النائب الهولندى بالبرلمان الأوروبى تايس بيرمان برئاسة فريق المراقبين، لاسيما أنه يشغل منصب رئيس وفد البرلمان الأوروبى للعلاقات مع أفغانستان. ومن بين مرشحى الرئاسة الثمانية تبرز أسماء ثلاثة، أولهم وزير الخارجية السابق زلماى رسول، وهو من المقربين من عائلة الملك ظاهر شاه التى تعتبر فرعاً قويا بين القبائل البشتونية، ويُعرف رسول بعلاقاته الجيدة بالدوائر الغربية، وكذلك بقربه من كرزاى، وتلقى رسول دعماً قويا فى حملته الانتخابية حين أعلن قيوم كرزاى شقيق الرئيس الانسحاب من سباق الرئاسة ودعم زلماى رسول. ومن المرشحين البارزين الدكتور عبد الله عبد الله، وقد شغل منصب وزير الخارجية فى السابق ويساند عبد الله أعضاء من الحزب الإسلامى وحزب الوحدة، ويرأس ائتلاف التحالف الأفغانى للأمل والتغيير، كما خاض الانتخابات الرئاسية عام 2009 وحصل على المركز الثانى، ويعتبر عبد الله من الرموز المعارضة لحكومة كرزاى، فقد صرح من قبل أنه لا توجد لدى حكومة أفغانستان إستراتيجية واضحة لمعالجة الأزمة فى البلاد، وأن السلطة الحالية أخفقت، وينتمى عبد الله للطاجيك الأفغان. كما يبرز اسم أشرف غانى أحمد زاى، الذى تولى فى وقت سابق وزارة المالية، وتخرج من جامعة كابول وحصل على درجة الماجستير من الجامعة الأمريكية فى بيروت، ولديه زمالة علمية لعشرات الجامعات الأوروبية والأمريكية فى الاقتصاد والمالية. ويخوض سباق الغد 5 مرشحين آخرين هم: عبد الرسول سياف، وجول آجا شيرزاى (رجل أعمال)، وهدايت أمين أرسلا (مستشار سابق لكرزاى)، وقطب الدين هلال، وداود سلطانزوى (نائب سابق). وقد وصفت الولاياتالمتحدةالأمريكية الانتخابات الأفغانية بأنها لحظة مفصلية بعد عقد من التضحيات والقتال، وقالت على لسان وزير خارجيتها جون كيرى "إن اختيار خلف للرئيس حامد كرزاى يمكن أن يجسد أول انتقال ديمقراطى للسلطة فى أفغانستان"، مؤكدا أن الولاياتالمتحدة مستعدة للعمل مع الرئيس المقبل. وقد دعا الرئيس الأفغانى حامد كرزاى مواطنيه للمشاركة فى الانتخابات الرئاسية للبلاد، وقال فى كلمة وجهها للشعب عبر شاشات التليفزيون "انتخبوا رئيسكم المقبل وأعضاء المجالس المحلية بحرية.. فإن مستقبل البلاد يعتمد على أصواتكم"، كما حث كل المرشحين على قبول نتائج الانتخابات انطلاقاً من المصلحة الوطنية. وتحسباً لتهديدات حركة طالبان بإفساد الانتخابات الرئاسية فقد قررت الجارة باكستان تشديد الإجراءات الأمنية على حدودها مع أفغانستان، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الباكستانية إن باكستان تؤكد أن هذه الانتخابات هى شأن أفغانى، مؤكدة "إن هذه لحظة تاريخية بالنسبة للشعب الأفغانى فى رحلته الديمقراطية وتأمل إسلام أباد أن تكون الأمة الأفغانية أقوى وأكثر توحدا بعد الانتخابات". وفى وقت سابق هددت حركة طالبان الأفغانية بشن حملة عنيفة لعرقلة الانتخابات الرئاسية فى البلاد، وتوعدت الحركة باستخدام القوة المتاحة لتعطيل الانتخابات الرئاسية القادمة واستهداف كل العاملين، والناشطين، والجهاز الأمنى، والمكاتب المتعلقة بها، ودعت كل المواطنين إلى الابتعاد عن مكاتب الانتخابات، ولجان الاقتراع، والحملات المتعلقة بها، لئلا تتعرّض حياتهم للخطر، محذّرة من أنه فى حال أصرّ أحدهم على المشاركة فى الانتخابات، فإنه سيكون المسئول الوحيد عن أى خسارة فى المستقبل.