عقدت الرابطة العالمية لخريجى الأزهر الشريف فرع المنصورة، على هامش دورة إعداد الكوادر الأزهرية، التى تقيمها الرابطة محاضرة بعنوان "أسباب الاختلاف الفقهى بين العلماء". بينت خلال المحاضرة الدكتورة نادية أبو العزم أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر بالمنصورة، بأن الاختلاف الفقهى فى عصر النبوة لم يكن موجودا، لأن النبى صلى الله عليه وسلم كان هو المرجع الوحيد فى الفتوى، بينما الاختلاف فى عصر الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين كان نادراً لأنهم كانوا يجتمعون فى مقر الخلافة دائماً، وبانتشار المعلمين والقضاة والمفتيين فى عصر عثمان رضى الله عنه وانتشار الصحابة فى الأمصار تخرج على أيديهم فى كل بلد استوطنوها علماء اتبعوا طريقهم وساروا على نهجهم فى الفقه والفتوى والقضاء، ونشأ عن ذلك اتساع دائرة الخلاف بين أقوال من بعدهم من الأئمة والعلماء من أصحاب المذاهب المدونة وغيرهم. وأوضحت أن أسباب الاختلاف يرجع إلى خمسة أمور منها ما يرجع إلى اللفظ، والرواية، والتعارض بين الأدلة، والعرف، وما يرجع إلى الأدلة المختلف فيها . كما حثت الدكتورة فاطمة كشك مدير المركز الأزهرى للدراسات القرآنية فى كلمتها للحاضرين من الأئمة والوعاظ على الاستماع الجيد والجد والاجتهاد فى تحصيل وطلب العلم، مؤكدة على أن الاختلاف الفقهى بين الأئمة رحمة، ومثال واضح بأن العلماء تحروا الدقة فى النقل سواء بالتمسك باللفظ أو بالمعنى وبينت بأن القران الكريم حمال أوجه عدة فهو كالياقوتة لكل وجه منها معنى. ومن جانبه، أشار سعد عبد المنعم مسئول فرع الرابطة بالمنصورة إلى أن الهدف من المحاضرة تزويد السادة الأئمة بفقه الاختلاف ليكون الإمام على دراية بالمسائل المتفق والمختلف فيها بين العلماء والإلمام بها وبالمسائل الفقهية المختلفة التى تقتضى أن يلم بها الإمام، وخاصة آراء العلماء المتفق والمختلف عليها، موضحاً أن الرابطة العالمية لخريجى الأزهر تسعى جاهدة بدعم الأئمة والوعاظ دعم فكرى وثقافى وأدبى يتماشى مع صحيح الدين ووسطية الإسلام.