قال إيهاب سعيد، خبير سوق المال، إن مؤشر البورصة الرئيسى EGX30 فشل فى تجاوز مستوى المقاومة قرب ال8500- 8600 نقطة، وإن مال فى أدائه إلى التحرك العرضى بالقرب من هذه المستويات فى أغلب جلسات الأسبوع، باستثناء جلسة الخميس التى شهدت ارتفاعا قويا مع بدايتها، ليقترب المؤشر من أعلى مستوى سعرى له منذ سبتمبر 2008 عند ال8597 نقطة، بفعل إعلان المشير عبد الفتاح السيسى عن استقالته وعزمه التقدم للانتخابات الرئاسية. ولكن يبدو أن البعض تعامل مع هذا الإعلان بمبدأ الشراء على الشائعة والبيع على الخبر، وهو ما بدا جليا من فشل المؤشر فى الحفاظ على مكاسبه القوية بتلك الجلسة ليعاود تراجعه بشكل حاد، ويغلق مع نهايتها متراجعا بما يقارب ال230 نقطة قرب مستوى ال8251 نقطة، فى ظل تراجع حاد لكافة القطاعات، وعلى رأسها الأسهم القيادية ذات الوزن النسبى العالى، مثل سهم البنك التجارى الدولى، والذى كان قد نجح مع نهاية الأسبوع قبل الماضى فى تحقيق أعلى مستوى سعرى له منذ الإدراج عند ال39,40 جنيه، ولكنه فشل فى مواصلة أدائه الإيجابى بجلسات الأسبوع الماضى، ليعاود تراجعه فى اتجاه مستوى ال36,30 جنيه قبل أن يغلق مع نهاية جلسة الخميس قرب مستوى ال37 جنيها. وكذلك فشل أيضا سهم جلوبال تليكوم فى مواصلة أدائه الإيجابى الذى أنهى عليه جلسات الأسبوع قبل الماضى، وذلك بعد اقترابه من مستوى ال5 جنيهات ليعاود تراجعه مجددا بشكل حاد بجلسات الأسبوع المنصرم فى اتجاه مستوى ال4,44 جنيه، قبل أن يغلق مع نهاية جلسة الخميس قرب مستوى ال4,56 جنيه. وأيضا سهم مجموعة طلعت مصطفى القابضة، والذى فشل هو الآخر فى تجاوز مستوى المقاومة الرئيسى قرب ال8,50- 8,60 جنيه ليعاود تراجعه بشكل حاد فى اتجاه مستوى ال7,71 جنيه قبل أن يغلق مع نهاية جلسة الخميس قرب مستوى ال7,91 جنيه، كما فشل أيضا سهم المجموعة المالية هيرميس القابضة فى مواصلة صعوده بعد اقترابه من مستوى ال13,50 جنيه ليعاود تراجعه فى اتجاه مستوى ال12,30 جنيه، قبل أن يغلق مع نهاية جلسة الخميس قرب مستوى ال12,64 جنيه. وأما فيما يتعلق بقطاع الإسكان فقد واصل تفوقه على أداء السوق بشكل عام، لاسيما مع النصف الأول من الأسبوع، بقيادة سهمى مصر الجديدة للإسكان ومدينة نصر للإسكان، وذلك بنجاح كليهما على تحقيق أعلى مستوياتهم السعرية منذ سبتمبر 2008 قبل أن يتعرضا أيضا لعمليات جنى أرباح قوية أفقدتهم جزءا كبيرا من مكاسبهم بجلسة الخميس. وأما فيما يتعلق بمؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة EGX70 فقد نجح فى التماسك أعلى مستوى الدعم السابق الذى سبق وأشرنا إليه عند ال630 نقطة، كما توقعنا مطلع الأسبوع الماضى، ليعاود ارتداده لأعلى فى اتجاه مستوى ال660 نقطة مرة أخرى، مدعوما بنجاح سهم أوراسكوم للإنشاء والصناعة على التماسك ومعاودة ارتداده لتعويض جانب من خسائره الكبيرة التى تعرض لها مؤخرا، ولكن فى ظل أحجام تعاملات متدنية للغاية، ليبقى بذلك المؤشر غير معبر على الإطلاق عن أداء الأسهم الصغيرة والمتوسطة، وهو ما بدا جليا، مما حدث بجلسة الأربعاء تحديدا والتى شهدت عمليات جنى أرباح على غالبية الأسهم الصغيرة والمتوسطة ومع ذلك أنهاها المؤشر على ارتفاع بأكثر من 14 نقطة تأثرا بارتفاع سهم أوراسكوم للإنشاء والصناعة بالنسبة القصوى بأحجام تعاملات لم تتجاوز ال650 سهما. وأما بجلسة الخميس فقد انعكس مجددا حال المؤشر، وأيضا بسبب أداء سهم أوراسكوم للإنشاء والصناعة، وإن شهدت تلك الجلسة ضغوطا بيعية قوية على غالبية الأسهم الصغيرة والمتوسطة شأنها فى هذا شأن غالبية القطاعات كما سبق وأشرنا، ولكن تسبب سهم أوراسكوم للإنشاء والصناعة فى فشل المؤشر على التماسك أعلى مستوى الدعم السابق قرب ال630 نقطة، ليغلق مع نهايتها فاقدا ما يقارب ال29 نقطة دفعة واحدة بنسبة تراجع قاربت على ال4,50%. وذلك بتراجعه مجددا فى اتجاه مستوى ال280 جنيها بتعاملات لم تتجاوز ال130 سهما فقط. وعن أبرز وأهم الأحداث التى شهدها الأسبوع المنصرم فكان بطبيعة الحال خبر إعلان المشير عبد الفتاح السيسى عن استقالته، وعزمه خوض الانتخابات الرئاسية، مساء الأربعاء الماضى، هو الحدث الأبرز على الإطلاق، لاسيما أن السوق لم يتفاعل معه، كما توقع الكثيرون، فبعد ارتفاع بجلسة الخميس مع بدايتها تجاوز ال110 نقاط، انعكس الحال تماما مع النصف الثانى من الجلسة بفعل مبيعات قوية للمؤسسات المصرية بشكل يدعو للتساؤل حول السبب خلف هذه الهرولة البيعية القوية. فحتى وإن افترضنا أن السوق قد امتص الخبر على مدار الفترة الماضية بالارتفاعات القوية التى نجح فى تحقيقها، وأنه كان مهيئا لعمليات جنى أرباح كونه اقترب من مناطق مقاومة قرب ال8500- 8600 نقطة والتى سبق وتوقعنا أن تعوق استمرار ارتفاع المؤشر مؤقتا مطلع الأسبوع الماضى، إلا أنه من الصعب تصور أن تتحول الصورة إلى النقيض تماما ونرى اختفاء الطلبات على معظم الأسهم، لاسيما أن مؤشر عام السوق مازال يتحرك فى اتجاه عام صاعد. ومن المعروف أن مثل هذا السلوك غالبا ما يستساغ حدوثه خلال الاتجاهات العامة الهبوطية وليست الصعودية، الأمر الذى نراه مدعاة للتشكك حول هذا الهبوط الحاد الذى شهدته جلسة الخميس، ونتصور أن ما سيعزز من صحة هذا التشكك هو ما قد يفعله السوق خلال جلسات الأسبوع المقبل، والتى نتصور أن تشهد نوعا من التماسك على عكس ما حدث تماما بجلسة الخميس "المريبة". وعن توقعاتنا لأداء كلا المؤشرين بجلسات الأسبوع المقبل والبداية مع مؤشر السوق الرئيسى EGX30، فالتركيز سيكون منصبًّا على مستوى الدعم الجديد قرب ال8200- 8130 نقطة، والذى نتوقع أن يعوقه على مواصلة تراجعه. وأما فيما يتعلق بمؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة EGX70، فالتركيز خلال الأسبوع المقبل سيكون منصبًّا على مستوى الدعم المهم قرب ال630 نقطة، والذى إن نجح فى معاودة الثبات أعلاه فنتوقع معه أن يعاود صعوده لإعادة تجربة مستوى ال645- 650 نقطة مجددا.