تؤكد الدكتورة هبة يس، خبيرة التنمية البشرية، على أن الزوج/ الزوجة فى حاجة إلى الفضفضة الإيجابية مع صديق يلتمس منه النصيحة المخلصة والتفكير المشترك للخروج من المشكلات التى تواجههما. خاصة تلك التى تمس الحياة الاجتماعية على وجه الخصوص، ولأن المواقف يختلف الحكم عليها من إنسان لآخر والشخص الذى يريد النصيحة يصبغ حكايته بانطباعاته الذاتية ويشحن الصديق بالمشورة التى يميل إليها، أو قد يكون الصديق بطبيعة الحال يأخذ موقف الضد من الطرف محل الشكوى أو من القضية برمتها كأن يكون ضد الرجال مثلا على اعتبار أنهم دائما منتصرون ويستطيعون أن يميلوا الدفة ناحيتهم ولا يضرهم فى الأمر شىء، أو قد يكون الصديق غير ملم بجوانب الموضوع كلها أو بالشخصية صاحبة الشكوى والطرف المقابل لها وتأتى النصيحة على غير المعهود منها. وتوضح الدكتورة هبه أن المشكلات تمثل عبئا نفسياً على الإنسان، والحديث مع الغير يخفف من هذا العبء، ولكن يجب اختيار الوقت المناسب للاستشارة حيث بداية حدوث المشكلة يكون الإنسان مثقلا بسخونة الموقف مشحونا بما حدث،ردود أفعاله ليست محسوبة بصورة سوية كل هذه تكون انفعالات وقتية وبعد مرور بعض الوقت تهدأ الانفعالات وتوضع الأشياء فى نصابها الصحيح، ووقتها يمكن استشارة صديق، شرط أن يكون مؤتمنا فلا يتاجر بالأسرار أو يتعمد إسداء نصح يفسد الأجواء من باب الغيرة أو دس السم فى العسل أو عدم الدراية بملابسات الموقف. تنصح الدكتورة هبة لتجنب الوقوع فى مأزق الغيرة بين البشر وسوء النية الذى أصبح منتشر بشكل كبير الآن أو الوقوع ضحية جهل الصديق ببواطن الأمور كلها، فلابد من مراعاة استشارة من لديه رأى راجح من أهل العلم، حيث تكون نصيحتهم صائبة بقدر كبير ومن ثم يمكن اللجوء إلى أهل الخبرة مع البعد قدر الاستطاعة عن الحكى للأهل الذين يأخذون موقف المحامى لأبنهم أو لابنتهم على طول الخط من باب أنه لا يخطئ ومسكين، وأن الطرف الآخر هو الظالم دائما، لذا لابد من الاختيار الصديق الذى نرجو منه المشورة دون أن يهون الموقف أو يقلل من شأنه، حيث إن وضع الأمر فى نصابه فيه نصف حل المشكلة.