المحرك الأول لسقف الحرية على الساحة الإعلامية، هكذا يلقب «باسم يوسف» عن جدارة، بعد مجموعة كبيرة من المواقف التى زحزحت سقف الحرية عن موضعه شيئاً فشيئاً، مواقف لا يجرؤ على ذكرها أكبر الإعلاميين، وشخصيات لا يجرؤ على نطق أسمائها أحد، كانت مجالاً مفتوحاً أمام «يوسف» بدون خوف أو خجل، وهو ما جعله المتحكم الأول فى سقف الحرية الذى وضعته الرقابة أحياناً، ووضعه الإعلاميون لأنفسهم أحياناً أخرى. بداية من الحديث عن الرئيس المعزول «مرسى» وخرق الهالة التى أحاطته فى البداية بحجة «سيبوا الراجل يشتغل» و«لسه ما شفناش منه حاجة»، ووصولاً إلى تناول النجوم والإعلاميين، وشخصيات مهمة فى المؤسسة العسكرية، جاء على رأسها «المشير عبدالفتاح السيسى»، انتهج باسم يوسف سياسة «مش هنخاف» التى وضعت لبرنامجه شكلاً جريئاً، كانت السبب وراء محاولات وقفه أو التشويش عليه، كما كانت سبباً آخر لرفع سقف الحرية بالنسبة لإعلاميين انتظروا «الطلعة الأولى» كمن يصدر باسم فى المقدمة، فبعد تناول سياسات مرسى بشكل ساخر، بدأت برامج التوك شو تنقل عنه الطريقة ذاتها فى التعليق على خطابات مرسى ومواقفه السياسية، بل وانتقلت للهجوم على «مشايخ مرسى» والقنوات الدينية التى روجت لسياسته فى ذلك الوقت، ثم اتبعته فى الحديث بحذر عن المشير «عبدالفتاح السيسى» بعد أن ذكر «باسم» عدة مواقف له فى حلقات برنامج «البرنامج»، كما كان له الفضل فى الحديث عن الوزراء والإعلاميين وانتقاد سياسات الحكومة «على عينك يا تاجر»، لم يعد من الغريب انتقاد أى موقف سياسى على معظم برامج التوك شو أو الصحف التى انتظرت الضوء الأخضر من باسم يوسف، ولم يعد اسمه غريباً عند التحدث عن حدود الحريات وقوانين حظر النشر والحديث التى ضرب بها باسم يوسف عرض الحائط، كمن أصر على استغلال حرية الثورة لأبعد حدودها، ورفض العودة إلى تكتيم الأفواه مهما تزايدت حدة الانتقادات أو محاولات المنع والتشويش.