إن أخطر أنواع التشويش هو التشويش على العقول، والتشويش فى العقول الأخرى التى لا تتبع أفكارك ومنهجك، بحجة أحيانًا أن المبادئ لا تتجزأ، وأخرى بأنك لابد وأن تعارض حتى تكون ثائرا، وكأن الثورة كوبى وبيست، وعارض طول الوقت، رغم أنه من المنطقى تغير الواقع حسب المعطيات، والمبدأ الثابت فقط فى الله والدين والوطن، وأن الدم غير قابل لوجهات النظر ولا جدال فيه. أصبحنا فى زمن تشويش العقول، وكأن كل فرد موجود على أرض الوطن أصبح لعقله قمرًا اصطناعيًا يلتقط به ما يناسب فكرته ويؤيدها، حتى وإن كانت خطأ، وبعد ذلك يقوم بالتشويش على أقمار الاصطناع العقولية الأخرى، ويشوشها ويشوهها أيضا. كل مننا اتخذ لنفسه رادارًا خاصًا فى تأييد شخص، وقام بتوجيه قناته العقلية الأخرى لتشويه الشخص الآخر، وكأنه أصبح قانونًا عقليًا بأن تؤيد فردًا، وتصنع منه إلهًا، وتجعل من الآخر فردا معوق وطنيًا. على سبيل المثال تؤيد المناضل حمدين صباحى، وتقوم بتشويه المشير السيسى، والفريق الآخر يؤيد المشير السيسى ويقوم بتشويه المناضل صباحى، لماذا لا نأخذهما كأبطال كلٌ فى مجاله ومكانه، ف "المناضل حمدين صباحى" له تاريخ ثورى ووطنى، وتم سجنه كثيرًا ليس لغسيل أموال ولا إرهاب ولا جرائم، ولكن تم سجنه من أجل الوطن كمناضل، وطالب حق الشعب وكل مواطن بسيط، وأنه طول الخط ضد النظام الفاسد والظالم. أما المشير السيسى فهو بطل قومى وطنى قام باسترجاع الوطن من خاطفيه ومغتصبيه، حمَل رقبته على يده بجوار الشعب، فماذا لو كان انحاز ضد إرادة الشعب؟ لماذا نشوش على أعيننا وعقولنا وشخصياتنا التى تستحق الاحترام والتقدير. لماذا من لا يؤيد السيسى يشوش ويشوهه كل ما يمت للجيش بأى صلة، رغم أن الجيش خط الدفاع الأول والأخير وما بينهما الشعب عن الوطن وعنك أنت أيضا، فهل حاولت إزالة التشويش عن عقلك لفترة قليلة وفكرت ماذا لو تخلى عنك الجيش يوم 3 يوليو؟، ماذا لو تركها الجيش وترك فيها الإخوان بكل مشتقاتها من داعش، وبيت المقدس والجماعات الإرهابية بكل فروعها؟ سيدى المصرى المحترم أزِل عن عقلك التشويش بنفسك وبفكرك أنت حتى وإن أراد البعض أن يدمر خلايا عقلك بعدم التفكير وبالتشويش سواء بالإعلام الموجه أو بالتقليل من ثورتك المجيدة ثورة يناير، وموجتها الثانية 30 يونيو. وفى النهاية أخى الثائر، أختى الثائرة قبل أن تلوم على الإعلام المشوش والموجه، والذى لكل منهم هدفًا خاصًا ومكسب مادى وحصرى فى الكلام، أتمنى أن تلوم عقلك الذى يستخدمه الآخر إما فى توجيهك لفكرته ونشرها، وإما لتجاهلك للآخر بالتشويش على رأيه وفكرته وتشويهه. اللهم احفظ مصر وأهلها جيشًا وشعبًا أرضًا وسماءً جوًا وبحرًا، وأهلِك كل من أراد بها سوءًا.