كنت وما زلت أرى أن ترشيح المناضل حمدين صباحى سيُنقص من تحالف 30 يونيو فى مرحلة صعبة تحتاج فيها مصر إلى التضافر ووحدة الصف لمواجهة الخطر الأعظم سواء فى الداخل أو الخارج، لكن صمم «صباحى» على الترشح لأسباب لها علاقة بضغط بعض الشباب عليه وبحثه عن تكوين معارضة حقيقية للرئيس المقبل عبر التيار الشعبى وطموحه الشخصى، وقد تكون هناك أسباب أخرى.. وبالطبع بعد قرار الفريق سامى عنان عدم الترشح وخروج د.عبدالمنعم أبوالفتوح من السباق مبكراً وإعلان عمرو موسى تأييده للسيسى كما فعل من قبل الفريق أحمد شفيق المرشح الأقوى فى الانتخابات الماضية فإن المواجهة المقبلة ستكون بالطبع بين «السيسى» و«صباحى». بدأ «صباحى» حملته الانتخابية بالإساءة للجيش، حيث زعم أنه يخشى من ترشح السيسى حتى إذا قام الشعب بثورة على الرئيس ينحاز الجيش لقائده السابق فيحدث الصدام الأول بين الجيش والشعب.. وبعيداً عن هذا الخيال غير العلمى فإن «صباحى» استمر فى انتقاداته للسيسى، حيث اتهمه صراحة بأنه يتحمل مسئولية مباشرة أو غير مباشرة فى الانتهاكات خلال الفترة الماضية، وإذا كان حمدين قد أخل بالشكل، حيث يحارب فارساً ليس على جواده لا يستطيع الرد الآن، خاصة أن منصب وزير الدفاع يقيده كما أنه لم يترشح رسمياً بعد، فأن «صباحى» نسى أن الحكومة السابقة كانت تضم نحو 6 وزراء من جبهة الإنقاذ التى يشارك فيها المرشح الرئاسى، منهم اثنان ينتميان إلى نفس تياره الناصرى، وهما د.حسام عيسى نائب رئيس الوزراء ووزير التعليم العالى، وكمال أبوعيطة وزير القوى العاملة، وقد أكد «عيسى» أن السيسى لم يكن يدير الدولة «كما يتخيل البعض»، وأنه كان ينحاز لمحدودى الدخل والفقراء، وبالتالى فإن «حمدين» يمارس لعبة انتخابية فى غير محلها.. وإذا كانت صحيحة فلماذا ترك وزراءه فى الحكومة، ولم يطالبهم بالاحتجاج أو الاستقالة، لأنه لو صحت اتهامات «صباحى»، فهذا ليس له سوى معنى واحد؛ أن هؤلاء الوزراء كانوا طامعين فى مناصبهم حتى ولو على حساب الحريات التى تذكرها «حمدين» وهو مقدم على الانتخابات الرئاسية. اتهامات «صباحى» لن تنتهى وستستمر، والأخطر ستكون من بعض أنصاره، وهذا الأمر سيصب فى مصلحة «الخونة» فى الداخل والخارج، وبالتالى يجب الانتباه مبكراً لهذه المعركة التى يتمناها كل وطنى مخلص «شريفة» و«نظيفة» بعيداً عن المترصدين والشامتين، خاصة أن هناك آخرين سيحاولون التودد للسيسى بالهجوم غير الشريف على «حمدين»، وفى النهاية ستدفع ثورة 30 يونيو الثمن. الغريب أن عدداً غير قليل من أنصار حمدين سيؤيدون «السيسى» فى هذه الانتخابات، أبرزهم عبدالحكيم عبدالناصر وعلاء عبدالمنعم وممدوح حمزة وخالد يوسف وعبدالله السناوى ومدحت العدل، وآخرون، وبالتالى فإن عليهم مسئولية تشكيل لجنة حكماء تحاول وضع ميثاق شرف بين المرشحين، حتى لا يجد «الإخوان» ثغرة ينفذون منها أو يصطادون فى الماء العكر، كما اعتادوا دائماً، بحيث تضمن هذه اللجنة أن تخرج مصر فائزة فى هذه المعركة الانتخابية مهما كان اسم الرئيس المقبل، لكن الأهم أن يبادر «السيسى» فور إعلان ترشحه بزيارة «صباحى».. أعتقد أن مشهد لقائهما سيصب فى مصلحة مصر.. وسيخصم كثيراً من أرصدة المترصدين والشامتين، فهل يفعلها «السيسى»؟.. هذا ما ستجيب عنه الأيام المقبلة!!