سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالصور.. بعد مرور أسبوع على كارثة السيول.. أهالى قرية اللديد بأسوان يعيشون فى العراء.. تضرر 35 منزلاً وتشريد النساء والأطفال إلى القرى المجاورة.. وأهالى يتهمون المسئولين بالبطْء فى إنقاذهم
أكثر من أسبوع مضى وأهالى قرية "اللديد" بالحجز بحرى مركز إدفو شمال محافظة أسوان، يعيشون فى العراء، بعد مرور ثمانية أيام على كارثة سقوط السيول على منازلهم، التى أدت إلى تضرر حوالى 35 منزلاً، وتشريد العشرات من الأسر الفقيرة، دون تحرك فعلى من مسئول. فى تلك القرية التى تبعد ما يقرب من 150 كيلو متراً شمال مدينة أسوان، نساء وأطفال لا يجدون من يؤويهم من برودة الطقس، أو مسكن يلجأون له بعد أن أجلتهم المياه من منازلهم وسكنت بدلاً منهم. وقال "نصحى صالح" مدرس بالقرية، إنه من المعروف أن قرية اللديد مخر للسيول تحيطها الوديان من ثلاث جهات، وتصب فيها مياه الأمطار، بشكل مستمر. وأضاف أنهم حاولوا تفادى آثار السيول التى تسقط عليهم من الجبال، مشيرا إلى أنهم حاولوا التحرك والخروج من منازلهم فوراً حتى لا تتساقط الأسقف وتهدم عليهم. وتضيف الحاجة "بخيتة نجدى"، من أهالى القرية،: "أنا أم لطفلين توليت تربيتهما بعد أن تركنا زوجى للعمل بالخارج ولم يسأل علينا حتى الآن، وأصابنى ما أصاب أهل القرية من تهدم منزلى، واعتدنا منذ سابق عهد زواجى على سقوط الأمطار بشكل كثيف فى قريتنا، فكنت أتذكر حينما أضع طفلى داخل قفص جريدى عالى حتى لا تصل إليه مياه الأمطار الراكدة فى الأرض بارتفاعات عالية". وأكملت حديثها: "ضاقت علينا الأرض بعد أن كان منزلنا الستر الوحيد الذى منّ الله عليه به، والآن أنا فى حيرة وتعب بعد تجاهل مسئولى مجلس المدينة، من إرفاق حتى لحاق منزلى ضمن المبانى المتضررة". ويستكمل "سيد نوبى": "تعد قرية اللديد من القرى الكبيرة الواسعة، ويقع فى منطقة السهل المنحدر ما يقرب من 300 منزل، تعرضت جميعها للخطر بسبب السيول على مدار السنين، وكان أخرها تضرر 35 منزلاً من مياه الأمطار، دون تحرك من مسئول. وانتقد نوبى، ما يتداوله المسئولون بمجلس مدينة إدفو، حول مخالفة بناء غالبية هذه المنازل. وقال: "فى الوقت الذى يصرح فيه رئيس المدينة بمخالفة هذه المنازل، يسمح لهم بتوصيل المياه والكهرباء وتركيب عدادات كهربائية إلى المنازل "على حد قوله". وتقول "الحاجة أم حمدان" من أهالى القرية: "نعيش حوالى 6 أفراد فى منزل ضيق ضاع كله بسبب الأمطار ولم يتبق من لطف الله علينا سوى حجرة واحدة، لجأنا إليها جميعنا للمأوى من الأمطار، ونعيش حتى الآن وسط برك المياه التى تسببت فى انتشار الباعوض والذباب بشكل مخيف داخل المنزل، وبالقرية بأكملها". فيما طالب الأهالى بسرعة تحرك المسئولين وعلى رأسهم اللواء مصطفى يسرى محافظ أسوان، للبدء الفعلى فى إجراءات إنقاذ هذه الأسر المتشردة، والتى غادرت غالبيتها القرية ليسكن مع أخيه أو ذويه بالقرية ذاتها أو القرى الأخرى بالمحافظة والمحافظات الأخرى أيضاً. وأشاروا إلى أنهم يسكنون فى العراء فى ظل هذا الطقس البارد، وبعد مرور أكثر من أسبوع على الكارثة، لم يتحرك مسئول لبناء منزل واحد أو ترميم آخر، أو حتى شفط المياه التى يتسبب ركوضها فى انتشار الحشرات والأمراض والأوبئة، وقاموا بتحرير عدد من المحاضر الرسمية حمل أحدهم رقم 31 عرائض نيابة إدفو لسنة 2014. وطالب أهالى اللديد ببناء مخر ينبع من المصب الأساسى للأمطار القادمة من الجبال فى الجهة الشرقية الشمالية، حتى يصب مياهه فى الترعة الغربية للقرية، حتى لا يلحق أضرارا بها أو منازلها القريبة، مؤكدين أن هذه المشكلة تمتد جذورها إلى السبعينيات وتنفق الدولة مبالغ طائلة تعد إهداراً للمال العام بعد أخطاء فادحة فى تصميم هذه المخرات. كانت مياه الأمطار الأخيرة التى شهدتها البلاد قد أضرت ب35 منزلا بقرية اللديد التابعة لمركز إدفو شمال محافظة أسوان، حيث انهار 13 منزلاً كلياً، وشهدت أيضاً انهيارات وتصدعات جزئية فى 22 منزلا أخرى. وتضررت مدرسة اللديد الإعدادية المشتركة، حيث امتدت الأضرار إلى 5 فصول دراسية تتمثل فى شروخ بالحوائط وتشبع الأسقف بالمياه (أسقف خشبية من الجريد) وكذلك الجدران المبنية من الطوب اللبن، ورغم هذه الأضرار إلا أن الدراسة مستمرة بالمدرسة، مما يشكل خطراَ على حياة التلاميذ. وكشف تقرير حقوقى صادر عن مركز الجنوب للحق، عن بطء الأجهزة التنفيذية بالمحافظة فى التعامل مع المشكلة، وفى تقديم أى مساعدات للأسر المنكوبة وأرجع فريق مركز الجنوب للحق، الأضرار التى تعرضت لها القرية إلى إهمال الجهات التنفيذية فى تطهير وصيانة مجرى مخر السيل الموجود بالقرية، مما أدى إلى انسداده وردمه، هذا بالإضافة إلى الزحف العمرانى للمنازل على المخر الطبيعى للسيل. فى المقابل أوضح صبرى محمود، رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة إدفو شمال أسوان، أنه تم الحصر النهائى للمنازل التى تضررت من جراء الأمطار الغزيرة بقرية اللديد بالحجز بحرى التابعة لمركز إدفو، والتى وقعت بها انهيارات جزئية وتصدعات بالمنازل، حيث تم رفع تقرير بها إلى الأجهزة المعنية بالمحافظة للنظر فى تعويضها وفقًا للضوابط القانونية. وقال صبرى ل"اليوم السابع" إن أجهزة المحليات غير مسئولة عن الانهيارات التى تعرضت لها بعض المنازل نظرًا لإنشاء أصحابها غالبية هذه المنازل على المخرات الطبيعية للسيول بالمنطقة، موضحًا أن أجهزة الوحدة المحلية بالتعاون مع الإدارة العامة للرى بأسوان قامت بالدفع بحفارات لوادر لتحويل مجرى المياه التى غمرت هذه المنازل إلى المخر الصناعى التابع للرى ما أدى إلى انحسار المياه التى كانت محيطة بالمنازل من عدة جوانب. وعلى جانب آخر، بدأت أجهزة التضامن الاجتماعى بالمحافظة فى إعداد كشوف بالأسر المضارة من جراء الأمطار الغزيرة التى تعرضت لها قرى مركز إدفو تمهيدًا لصرف التعويضات المقررة لها. وأكد اللواء مصطفى يسرى محافظ أسوان، فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع"، أن المحليات بالتعاون مع الرى قامت بتحذير أصحاب هذه المنازل من قبل بخطورة إنشائها تحسبًا لسقوط سيول، خاصة أنها تقع فى المنطقة المتاخمة للجبال. وأضاف: "لم يتم تحرير محاضر لهم لأنها لا تقع داخل مخر صناعى للسيول، لافتًا إلى أنه تم تثبيت فرق الصيانة التابعة للوحدات المحلية بالتنسيق مع شركة مياه الشرب والصرف الصحى لشفط تجمعات المياه المتراكمة على الطرق الرئيسية وداخل المناطق السكنية لتيسير الحركة المرورية، بجانب سرعة قطع التيار الكهربائى من هذه المناطق لمنع حدوث أى حوادث صعق كهرباء".