سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
انطلاق مسيرة مؤيدة وأخرى مناهضة لحكم "بوتفليقة" دون اصطدام.. والشرطة الجزائرية تتعامل مع الموقف بحكمة.. وخطأ لغوى يشعل غضب الأمازيغ ضد الوزير الأول لبوتفليقة
ما أشبة اليوم بالبارحة، وما أقرب السيناريوهات إلى حد التطابق، هكذا يبهرنا القدر أحيانا، حيث شهدت الجزائر أمس، خروج تظاهرتان لا يفصل بينهم إلا القليل من الأمتار، الأولى مؤيدة لحكم بوتفليقة، والأخرى مناهضة لترشحه تماما، كما كان يحدث فى ميدان التحرير المصرى، حيث كانت الأولى لحركة "رفض" التى تعلن عن وجودها للمرة الأولى، وتضم لجنة البطالين وتنسيقية عائلات المفقودين، والثانية لحركة "بركات" التى نظمت تجمعها الثالث. وألقى رئيس الوزراء السابق، عبد المالك سلال، الذى يقود حملة بوتفليقة الانتخابية، خطابا أمام آلاف المؤيدين، الذين يرون فى استمرار بوتفليقة فى الحكم ضمانا لاستقرار البلاد، التى تجنبت رياح "الربيع العربي". فيما اعترضت حركة بركات على ترشح بوتفليقة، البالغ من العمر 77 عاما، لفترة رئاسية رابعة، بينما تدعو أحزاب سياسية منها حركة مجتمع السلم، ذات التوجه الإسلامى، والتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، ذو التوجه العلمانى، إلى مقاطعة الانتخابات، ويصفونها "بالمهزلة"، وكان الحزبان ساندا بوتفليقة فى فترات حكمه الأولى. و المثير للاهتمام هو أداء أفراد الشرطة مع المسيرتان الذى اتسم بالهدوء ولم تتدخل مطلقاً حتى انتهاء التجمعين وتفرق المحتجين، وقال عبد الوكيل بلام، القيادى فى حركة بركات ل"العربية نت"، إن تعامل الشرطة اليوم مع المتظاهرين بهذه الطريقة الهادئة وغير المسبوقة، نتيجة للضغوط التى مارسته الصحف ووسائل الإعلام والأحزاب السياسية والتنظيمات المدنية فى الجزائر ضد صور القمع التى تداولتها وسائل الإعلام خلال التجمعين السابقين، وكذا الضغوط التى مارستها دول وتنظيمات دولية. من جانب آخر، لم يعد يتجه الغضب الجزائرى لشخص بوتفليقة فقط، حيث تسبب الخطأ اللغوى الذى وقع فيه عبد المالك سلال الوزير الأول الذى تنحى قبل يومين، والمعين كمدير لحملة الرئيس بوتفليقة الانتخابية، فى مشاكل كثيرة، حيث قال سلال خلال تنصيبه المديرين للحملة الانتخابية للرئيس بوتفليقة، "الشاوية حاشا رزق ربى"، وهو التصريح الذى أثار غضب سكان مناطق "الشاوية". و"الشاوية" وهم الأمازيغ سكان مناطق شرق الجزائر "كباتنة وأم البواقى وقالمة وخنشلة" وغيرها، وهى المناطق التى احتضنت ثورة تحرير الجزائر خلال الاستعمار الفرنسى، وتجمع وسط مدينة باتنة عدد كبير من المثقفين والشعراء الناشطين، للتعبير عن استيائهم من تصريحات الوزير الأول السابق ومدير حملة الرئيس بوتفليقة، والدعوة إلى مقاضاته. وتلقى سلال خلال ترأسه للحكومة موجة انتقادات بسبب تصريحاته السابقة التى مست قضايا عديدة، واتهم بالخلط بين الشعر والدين، ودفع ذلك عددًا من فنانى الراب إلى إصدار أغانٍ تنتقد تصريحات سلال.