كشف الكاتب الأمريكى الكبير سيمور هيرش عن مفاوضات أجرتها الولاياتالمتحدة مع الجيش الباكستان، حول ما أسماه تفاهمات حساسة للغاية بشأن توفير الأمن للترسانة النووية فى باكستان. ويقول الكات المخضرم فى التحقيق الذى نشرته مجلة نيويوركر الأمريكية فى عددها الأخير، إن باكستان أصبحت دولة نووية قبل عقدين من الزمان، ولديها ما يتراوح ما بين 80 إلى 100 رأس حربية نووية، مبعثرة فى منشآت مختلفة فى جميع أنحاء البلاد. وقد أثار نجاح الهجمات الإرهابية الأخيرة التى شنتها طالبان على الجيش الباكستانى سؤالاً هاماً حول ما إذا كانت هذه القنابل آمنة أم لا؟. وأشار الكاتب إلى التصريحات التى أدلت بها وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون خلال زيارتها باكستان قبل أسبوعين التى قالت فيها، إن واشنطن تثق فى الحكومة والجيش فى باكستان، وفى قدرتها على السيطرة على الأسلحة النووية. وأضافت أنه على الرغم من الهجمات التى تشنها طالبان، إلا أنه لا يوجد أى دليل على أن الحركة المتشددة فى طريقها للسيطرة على الدولة. ويرى هيرش أنه على الرغم من تطمينات كلينتون وعدد من المسئوليين الحاليين والسابقين ممن أجرى مقابات معهم، إلا أن الخوف الرئيسى يظل كامناً فى التمرد وإمكانية قيام المتطرفين داخل المؤسسة العسكرية فى باكستان بانقلاب، ومن ثم السيطرة على بعض المنشآت النووية أو حتى تحويل مسار الأسلحة. وذكر الكاتب بما قاله الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى مؤتمر صحفى فى إبريل الماضى، بأن واشنطن لها مصالح أمن قومى ضخمة فى التأكد من أن باكستان مستقرة ولن تتحول إلى دولة عسكرية مسلحة نووياً، وسئل أوباما إذا كان من الممكن أن يتحرك الجيش الأمريكى، إذا تطلب الأمر لتأمين القنابل الباكستانية، فأكد أوباما مجددا ثقته فى أن الأسلحة النووية ستظل بعيدة عن أيدى المتطرفين. أوباما لم يكشف عن أسباب ثقته، لكن هيرش فعل، حيث نقل عن مسئولين سابقين وحاليين فى واشنطنوباكستان، قولهم إن الإدارة الأمريكية كانت تتفاوض على تفاهمات حساسة للغاية مع الجيش الباكستانى، وتدور هذه المفاوضات حول السماح لوحدات أمريكية، خاصة مدربة لتوفير أمن إضافى للترسانة النووية الباكستانية تحسباً لنشوب أزمة. وفى الوقت نفسه، يحصل الجيش الباكستانى على أموال لتجهيز وتدريب جنوده وتحسين مساكنهم مرافقهم، تلبية لرغبات قائد الجيش الباكستانى الجنرال أشقاق برويز كايانى.