«العملاء X».. عملاء «الموساد» السريين، كاشفو أسرار إسرائيل لأعدائها، أصبحوا ظاهرة جديدة وغريبة فى عالم الموساد، ذلك رغم الإمكانيات الضخمة التى يمتلكها الجهاز الذى يعتبر أحد أكبر الأجهزة الاستخبارية بالعالم. فمنذ عام تقريبا وتحديدا فى شهر فبراير من عام 2013 تم الكشف لأول مرة عن مقتل عميل «موساد» أسترالى الجنسية داخل سجن «أيالون» الإسرائيلى، وادعت تل أبيب حينها أنه انتحر وأمرت إعلامها ب«التكتم» التام حول هذه القضية، لكن صحفى بوكالة «IBC» الأسترالية، فضح الأمر وأكد أن عميل الموساد كان يدعى «بن زايجر» وأطلق عليه العميل «X» وتم قتله بعد أن نقل معلومات حساسة جداً شكلت تهديداً أمنياً على دولة الاستعمار. وأدت قضية «العميل X» حينها إلى أزمة حادة فى العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وأستراليا، حيث اتهمت تقارير وسائل الإعلام الأسترالية قيام تل أبيب بقتل مواطنها الأسترالى الجنسية اليهودى الديانة، بشكل مقصود، وأكدت أنه كان يعمل لصالح جهاز الموساد قبل حوالى عامين من مقتله داخل السجن. وكشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية الأسبوع الجارى عن قضية جديدة لعميل جديد، حيث تم الكشف عن قضية سجين أمنى إسرائيلى جديد مجهول الهوية، ولقبوه بالعميل «X2». وكشف تقرير لصحفيين إسرائيليين متخصصين فى الشؤون الاستخبارية بصحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية وهما يوسى ميلمان ودان رآفيف، عن اعتقال العميل الجديد، الذى كان عنصرا مهما فى جهاز «الموساد»، وأودع السجن قبل حوالى عشر سنوات بعد أن أدين بتهم الخيانة، بسبب كشفه لأسرار لجهة أجنبية لم يشيرا إليها. وأكد الصحفيان الإسرائيليان أن العميل X2 عرض حياة زملائه فى الموساد للخطر، وأن مدة حبسه قد تخفض بثلث بسبب حسن سلوكه داخل السجن. وقال الصحفيان الإسرائيليان، إن قضية العميل X2 لا تزال فى طى الكتمان داخل إسرائيل. وحول العميل X1 الذى لقى مصرعه داخل محبسه بسجون تل أبيب العام الماضى، قالت تقارير إعلامية أسترالية، إن «السجين» واسمه باللغة العبرية «بن ألون» كان يعمل لحساب «الموساد»، وقام بمهمات خاصة، وتم نقل جثته للدفن فى مدينة «مالبورن». وقال الصحفى الأسترالى تربور بورمان، الذى كشف عن بعض ملابسات القضية فى تحقيق خاص لصالح شبكة «IBC» الأسترالية، إن قضية وفاة «زايجر ألون» تنطوى على السرية، واتهم الحكومة الإسرائيلية بإخفاء معلومات. وبحسب تحقيق الصحفى الأسترالى فإن رجل الموساد الذى اعتقل سراً كان فى سن 34 عاما، عندما أقدم على الانتحار، وهو متزوج وأب لطفلين، وعثر عليه مشنوقا فى زنزانته، فى الحبس الانفرادى. وقال بورمان، إن عميل الموساد كان العميل «X» الذى نشرت تفاصيل عنه فى مواقع الإنترنت خارج إسرائيل، ولم يتم تأكيد هويته الشخصية من قبل سلطات السجون، أو من قبل جهة حكومية أخرى، مضيفا: «إن ذلك هو أحد الأسرار الحساسة للاستخبارات الإسرائيلية». وأشار التحقيق الأسترالى إلى أن زايجر قد احتجز فى سجن «أيالون» منذ مطلع عام 2010 فى عزلة تامة عن العالم، وبدون زيارات، ووضع فى زنزانة أعدت فى الأصل ل«يجئال عامير» الذى قتل رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق يتسحاق رابين. وكشف تحقيق الشبكة الأسترالية أن وفاة زايجر فى السجن زادت من حدة الغموض حول عمله فى الموساد وخلفية اعتقاله.