سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"الكتاتنى" وأبو العلا ماضى يعدان مبادرة جديدة لحل الأزمة.. مصادر: تتضمن التخلى عن عودة مرسى مقابل عدم ترشح السيسى.. وتعيين نائب عام جديد.. وباحث إسلامى: مساومة حول منصب الرئيس لإبعاد المشير عن المشهد
كشفت مصادر مطلعة داخل جماعة الإخوان، تفاصيل المبادرة التى ينوى كل من أبو العلا ماضى رئيس حزب الوسط، ومحمد سعد الكتاتنى رئيس حزب الحرية والعدالة طرحها. وتضمنت المبادرة بنودًا أبرزها التخلى عن مطلب عودة محمد مرسى الرئيس السابق إلى السلطة، وتعيين نائب عام جديد وإعادة التحقيقات فى القضايا المحتجز على ذمتها قيادات إخوانية وتعهد الجماعة بعدم الدفع بمرشح لرئاسة الجمهورية مقابل عدم ترشح المشير عبد الفتاح السيسى حسبما أفادت المصادر. وأشارت المصادر إلى أن المساعى التى يقودها أبو العلا ماضى بدأت منذ قرابة الشهرين داخل سجن طرة، حيث استغل تواجد الكتاتنى وعدد آخر من قيادات الإخوان معه فى نفس السجن وبدأ نقاشا معهم حول سبل الخروج من الأزمة ولفتت فى الوقت ذاته إلى أن الدكتور حلمى الجزار هو واحد من أبرز الذين شاركوا فى صياغة هذه المقترحات. وأوضحت المصادر، أن ماضى والكتاتنى حرصا على أن تبقى هذه النقاشات بعيدة عن خيرت الشاطر نائب المرشد العام للجماعة والقيادات المحسوبة عليه مثل حسام أبو بكر وأسامة ياسين ومحيى حامد وآخرين، وأضافت:"هناك حالة من الإدراك بأن دخول الشاطر على الخط سيفشل هذه المساعى، وهناك عاملان ساعدا على بقاء الشاطر بعيدا عنها أولها أنه محتجز فى سجن العقرب بينما هم محتجزون فى سجن طرة، والعامل الثانى أن هناك حالة من السخط العام على الشاطر ورجاله وهناك من يحملهم مسئولية تدهور الأوضاع التى وصلت إليها الجماعة". ورجحت المصادر، أن يكون أبو العلا ماضى حصل على ضوء أخضر من محمد بديع المرشد العام للجماعة قبل أن يبدأ هذه المساعى إلا أن مصادر أخرى اعتبرت أن هذه المقترحات تضمنت شروطًا "تعجيزية لن يقبل بها أحد" مثل الإصرار على عدم ترشح المشير عبد الفتاح السيسى لرئاسة الجمهورية. فى السياق ذاته، أكد مصدر إخوانى مسئول مقيم فى قطر، أن الجماعة لم تتسلم مقترحات من أبو العلا ماضى أو من سعد الكتاتنى حتى الآن بشأن حل الأزمة، لكنه لم ينف فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع" وجود المبادرة، مشيرًا إلى أن الساعات القادمة قد تشهد الكشف عن مزيد من التفاصيل. فيما أكد مصدر آخر باللجنة الإعلامية فى الجماعة صحة صدور هذه المقترحات عن ماضى والكتاتنى. وتضاربت ردود الفعل بشأن المبادرة داخل تحالف دعم الجماعة حيث أكد قيادى بالتحالف، رفض ذكر اسمه، أن معلومات وصلت إليه تفيد بأن قيادات لأحزاب إسلامية بعضها داخل جماعة الإخوان تقوم بعدد من النقاشات للخروج بمبادرة لحل الأزمة الراهنة، ومحاولة إقناع الجميع بقبول تلك الحلول. وأضاف المصدر فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع"، أن تحركات بعض القادة داخل السجن جاءت عقب فشل جميع المبادرات التى خرجت فى الفترة الأخيرة، مشيرة إلى أن ما وصل إلى علم تلك المصادر أن هناك حلولا ستقدمها بعضا لقيادات داخل السجون تتضمن عددًا من البنود. وأوضح المصدر، أن التحالف ينتظر الانتهاء من كتابة هذه الحلول، والتى رفضت المصادر تسميتها ب"مبادرة"، مشيرة إلى أن تلك الحلول عندما تصل إلى التحالف سيتم مناقشاتها أولا وإن كانت ستضيف إليها تعديلات من عدمه. بينما أكد مجدى قرقر القيادى بحزب الاستقلال، العمل سابقًا، أن التحالف لم يصله شيء من هذه المقترحات على الإطلاق وأنه لم يعلم بها إلا من وسائل الإعلام. ولفت إلى أن بعض التصريحات الصادرة عن مسئولين بوزارة الداخلية أنكرت حدوث هذه النقاشات وأضاف: "رأينا فى هذا الأمر سبق أن أعلناه من قبل وهو أننا لسنا مع فكرة إصدار مبادرات ولكننا نؤيد إجراء وساطة بعيدا عن وسائل الإعلام ينتج عنها مبادرة وفى كل الأحوال يجب الرجوع إلى الشعب إما عبر نقاش مجتمعى عام أو عبر صناديق الاقتراع". من ناحيته قال هشام النجار الباحث الإسلامى، إنه عقب حسم المشير عبد الفتاح السيسى ترشحه وإرساله إشارات قوية فى خطابه الأخير بهذا الشأن، من المتوقع أن تنشط حركة المبادرات من قبل الإخوان وحلفائهم والشخصيات القريبة منهم. وأشار إلى أنه بعد هذه الإشارات ضعفت لديهم فرصة صعود رئيس قريب منهم أو موال لهم أو على الأقل متحالف معهم يدين لهم بفضل نجاحه لدعمه فى الانتخابات، والذى كان من المنتظر أن يعيدهم إلى المشهد السياسى ويحل إشكاليات القيادات الهاربة والمسجونة وفق تسوية سياسية مقبولة. وأوضح أن الجماعة كانت تعول على أنه سيكون من السهل اقناع الشعب بهذه التسوية تذرعاً بالرغبة للوصول إلى الاستقرار السياسى وإنهاء الصراع الدائر، وأيضًا من السهل تمريرها قانونياً ودستوريًا وفق المادة 142 من الدستور الجديد التى تحتم على السلطة المنتخبة إجراء مصالحة وطنية وإشراك كافة التيارات السياسية فى العملية السياسية. وأضاف فى تصريح ل"اليوم السابع" أن نبأ ترشح السيسى جاء محبطاً للإخوان ومقللاً من قيمة خططهم فى انتخابات الرئاسة وما بعدها نظرًا لصعوبة المعركة فى مواجهة السيسى وصعوبة الانتصار عليه فى معركة الرئاسة، وكونه ليس الشخصية التى من الممكن أن يعتمد عليها الإخوان لإنقاذهم من ورطتهم وإجراء هذه التسوية المأمولة معهم . وأوضح أن الغرض الأساسى من المبادرات التى ستنطلق خلال الأيام القادمة هو المساومة حول منصب الرئاسة والضغط فى اتجاه إبعاد السيسى من المشهد والحيلولة دون وصوله للمنصب فى مقابل تنازلات يقدمها الإخوان.