سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جدار عازل بين المعلمين ونقابتهم.. 80% لا يهتمون بانتخابات النقابة..ناشط نقابى: لائحة الانتخابات غير ديمقراطية.. رئيس اتحاد المعلمين: النقابة تمر ب"فوضى كبرى"..ونقيب معلمى أكتوبر: المعلمون فقدوا الأمل
تضم نقابة المهن التعليمية، مليونا و200 ألف معلم، وهو إجمالى عدد المعلمين بالبلاد طبقا لما أكدته النقابة العامة، موزعين على 315 لجنة نقابية بكل المحافظات كأعضاء بها، وتبعا لقانون النقابة رقم 79 لسنة 1969، فإنه يحق لكل معلم من أعضاء نقابة المعلمين المشاركة فى الجمعيات العمومية التى يعلن عنها مجلس النقابة، لمناقشة سبل تنسيق نشاط المعلمين التربوى القومى فى دائرته، والنشاط الرياضى والاجتماعى والثقافى. وتناقش الجمعيات العمومية أيضا تحصيل اشتراكات النقابة والإشراف على تسديدها لحساب النقابة وفق التعليمات التى تصدر فى هذا الشأن، وصرف المعاشات المقررة للأعضاء، وإعداد الحساب الختامى للسنة المنتهية، والأعمال الأخرى التى يكلفه بها مجلس إدارة النقابة الفرعية فى المحافظة. وكانت النقابة العامة قد دعت لإجراء انتخابات اللجان النقابية فى المرة الأولى، الخميس 13 فبراير 2014، إلا أن عدم اكتمال النصاب القانونى لعقدها، حال دون إتمام إجراءات التجديد النصفى، لتحدد النقابة الخميس 27 فبراير 2014، للإعادة، وعقدها بثلث عدد الأعضاء حينها، إلا أن النتيجة التى أعلنت أكدت عزوف المعلمين بشكل كبير عن المشاركة، حيث أعلنت أن 13 لجنة تم إيقاف انتخابات التجديد النصفى بها، و56 لجنة فاز المرشحون بها بنظام التزكية لعدم ترشح أحد بها، و3 لجان لم يتقدم بها أى مرشح، فيما عقدت 107 لجان جمعياتها العمومية بنجاح، فى مقابل 136 لجنة تعذر عقد جمعياتها العمومية بسبب صدور أحكام قضائية بمعظمها، ومحاولات لسحب الثقة من المجلس بعدة محافظات. من جهته أجرى "اليوم السابع" استبيانا، لمعرفة إلى أى مدى يهتم المعلمون بمتابعة انتخابات نقابة المهن التعليمية، من خلال اختيار عينة عشوائية من المعلمين تختلف محافظاتهم، وطبيعة المدارس التى يعملون بها "حكومى، وخاص"، الذى أسفر عن أن 80% من المدرسين لا يهتمون بمتابعة أخبار النقابة وانتخاباتها، ولا يملكون رغبة فى المشاركة أو الترشح لشغل مناصب بها، فى مقابل 20% فقط متابعون إلى حد كبير لكل الإجراءات الخاصة بالتجديد النصفى. السؤال نص على: "هل أنت مهتم بالمشاركة بانتخابات التجديد النصفى لنقابة المعلمين؟ أو متابعة الأحداث التى تمر بها؟" وتضمنت الإجابات: "لا.. لا أملك هدفا لتحقيقه بها"، "لا.. فأغلبية المرشحين لديهم مصالح شخصية يريدون تحقيقها"، "لا.. من يشاركون يكونون تحالفات لاكتساح الانتخابات فقط.. وتفتقد الجدية"، "لا.. لم أعلم مطلقا أن هناك انتخابات للنقابة، وانضمامى شرفى فقط". وللتعليق على تلك النتيجة، قال أيمن البيلى، الناشط النقابى، والباحث بمجال التعليم، أن عضوية نقابة المعلمين إجبارية على كل من يصبح معين بالتربية والتعليم، مشيرا إلى أن المعلمين مارست ضدهم الحكومات السابقة سياسات تهدف إلى التقليل من شأنهم وأضاعت حقوقهم الاجتماعية والاقتصادية، مشيرا إلى أن النتيجة تبدو طبيعية، فى ظل غياب الدور النقابى فى رفع الوعى الحقوقى لدى أعضائها لسيطرة السلطة الحاكمة عليها منذ إنشائها واستخدامها كذراع سياسى لتحقيق مصالحها. وأضاف البيلى: "أن الأزمات الاقتصادية التى يمر بها المعلمون نتج عنها تحول اهتماماتهم إلى الشخصية دون العامة"، موضحا أن نسبة ال20% تعد تقدما كبيرا للمعلمين، لافتا أن الاهتمام بالنقابة قبل ثورة 25 يناير لم يكن يتعد ال5%، مشددا أن مجلس النقابة مسئول عن تلك النتيجة بنسبة 90%. وتابع الناشط النقابى: "أن لائحة الانتخابات غير ديمقراطية، لاعتمادها على الشكل الهرمى، الذى يترتب عنه انقطاع صلة المعلمين بأى إجراءات خاصة بانتخاب النقيب العام، فور انتخاباتهم لرؤساء اللجان النقابية". ومن جانبه، قال عبد الناصر إسماعيل، رئيس اتحاد المعلمين المصريين، إن امتناع المعلمين عن المشاركة بالانتخابات أو الاهتمام بمتابعتها يعد نوعا من التعبير عن "الفقر" الذى يعانى منه أكبر قطاع مهنى بالبلاد، نتيجة لحرمانه من تعديل أوضاعه الاجتماعية، واصفا ما تمر به النقابة ب"الفوضى الكبرى"، التى تعكس رغبة المعلمين أنفسهم فى استعادة نقابتهم. واستنكر إسماعيل، اكتفاء مسئولى الدولة بالوقوف أمام نزاعات جماعة الإخوان الإرهابية للبقاء فى مجلس النقابة، وفلول الحزب الوطنى، للعودة للسيطرة عليها من جديد، فى موقف المتفرج احتراما للقانون، دون التدخل لإنهاء ذلك بالشكل القانونى الذى تخترقه جميع الأطراف بشكل دائم. وفى سياق متصل، قال أحمد الأشقر، نقيب معلمى 6 أكتوبر والشيخ زايد، ومنسق الجبهة الحقوقية للمعلمين، إن عدم اهتمام 80% من المعلمين بما يدور بالنقابة، طبيعى، خاصة فى ظل استمرار تصارع أصحاب المصالح والمنافسة للوصول إلى المجلس لتحقيق أهدافهم الشخصية، والسيطرة على مواردها، مشيرا إلى أن أصحاب النقابة الحقيقيين من المعلمين فاقدين الأمل فى وجود أى استفادة لهم من جانبها. وأضاف الأشقر: "أن وضع النقابة يعبر عن وضع المعلمين بالدولة، والنظرة الدونية التى تنظر بها إليهم البلاد، بالإضافة أن عدم الاهتمام الإعلامى بالإعلان عن وجود انتخابات لنقابة المهن التعليمية، حجب المعلومة من الوصول إلى المليون و200 معلم للمشاركة بها". وقال حسين إبراهيم، وكيل النقابة العامة المستقلة، إن الفضل فى زيادة نسبة المهتمين بالنقابة المهنية، يرجع إلى الحراك الثورى الذى شهدته حركات المعلمين بعد ثورة 25 يناير، بالرغم من غياب دور النقابة للمدرس على مدار 30 عاما، الأمر الذى أفقدهم الأمل فى الحصول على حقوقهم، وفقد الانتماء لها، لذا يعزف المعلمون من المشاركة بكل فعالياتها.