أكد دنيس روس، مدير إدارة التخطيط السياسى بوزارة الخارجية الأمريكية سابقا، أن سياسة واشنطن تجاه أوكرانيا تعيد صياغة علاقاتها مع الشرق الأوسط، مشددا على ضرورة أن تثبت الولاياتالمتحدةالأمريكية للرئيس الروسى فلاديمير بوتين أن هناك ثمنا للتدخل العسكرى الروسى فى شبه جزيرة القرم كما قال الرئيس الأمريكى باراك أوباما. واقترح روس- الذى يعمل حاليا كمستشار بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى- فرض الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبى عقوبات اقتصادية محددة ضد روسيا مستبعدا أن يكون لتلك العقوبات تأثير على صادرات الغاز الطبيعى الروسية لأوروبا أو على موقف موسكو من المفاوضات الجارية مع إيران بشأن برنامجها النووى. وقال روس "إن بوتن وإن كان من الممكن أن يقدم على مثل تلك الخطوات إلا أنه لن يستطيع تحمل الخسائر الاقتصادية الناتجة عن وقف صادرات الغاز للسوق الأوروبى الكبير أو أن تصبح إيران دولة تمتلك سلاحا نوويا". وأضاف "إن الثمن الذى تحدث عنه أوباما ذو أهمية كبيرة بالنسبة للأطراف الموجودة فى الشرق الأوسط، على سبيل المثال قد ترى إيران فى تحدى روسيا للقوى الدولية نموذجا، لعدم جدوى احترام المعايير الدولية كما هو الحال بالنسبة للنظام السورى أيضا". وتابع قائلا "إنه من الممكن أن ترحب إيران بحدوث أزمة بين الولاياتالمتحدةوروسيا بشأن أوكرانيا، وهو الأمر الذى يسمح لطهران باستغلالها لإحداث انقسام داخل المجموعة الدولية التى تتفاوض مع إيران بشأن برنامجها النووى. ورأى روس- وهو منسق عملية السلام فى الشرق الأوسط فى عهد الرئيس الأسبق بيل كلينتون- أن الدول فى الشرق الأوسط تؤيد اتخاذ موقف حاسم من قبل الولاياتالمتحدة بشأن التدخل العسكرى الروسى فى القرم لأنه- حسب روس- دليل على قوة وقيادة الولاياتالمتحدة.