سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الشارع الجزائرى يرفع شعار "ارحل" فى عيد ميلاد بوتفليقة..انسحاب مرشح رئاسى احتجاجًا على فساد النظام.. قيادى بالحزب الحاكم: ترشح الرئيس لولاية رابعة يحظى بدعم 30 حزبًا..وهناك مليون توقيع للمطالبة بترشحه
"ارحل"، و"لا لعهدة رابعة"، و"كفاية".. هكذا استقبل الجزائريون عيد ميلاد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ال77، لتتحول الروح الاحتفالية لروح قتالية ترفض ترشح بوتفليقة لدورة رئاسية رابعة، واصفين حكمة بالظالم، كما نددوا بإجراءات القمع العسكرى التى تمارس ضدهم من جانب مؤسسات الدولة العسكرية. الدولة والشارع ميدانيًا، فرضت قوات الشرطة الجزائرية طوقًا أمنيًا على ساحة "موريس أودان" بوسط العاصمة، وما أن بدأت الشعارات الرافضة لترشح بوتفليقة لولاية رابعة حتى انقضت قوات الأمن على المتظاهرين، واعتقلت منهم 100 شخص على الأقل، تم إبعادهم عن مكان التجمع والإفراج عنهم حتى بدون تحرير محاضر سماع لهم كما جرت العادة، وقدر مراقبون أن الحركة الاحتجاجية التى قام بها ناشطون وصحفيون ومحامون، أعطت زخمًا للشارع الذى يترقب انتخابات الرئاسة الجزائرية المقررة يوم 17 أبريل المقبل. ورغم إفراج السلطات الجزائرية عن 100 صحفى وناشط تم اعتقالهم خلال مظاهرات السبت الماضى فى محاولة لامتصاص غضب الشارع الجزائرى، إلا أن تحول الشارع الجزائرى من أجواء الصمت والسكون طوال الفترات الثلاث لولاية بوتفليقة، وعدم إفاقته خلال أجواء الربيع العربي، والتى بررها البعض بأنها نتيجة لتجرع الجزائر تحديدًا من كأس الفتنة الطائفية التى استمرت عشرة سنوات والمعروفة بفترة "العشرية السوداء"، تثير التساؤل حول إفاقته الآن هل هى بالفعل بسبب ما يعتبرونه توحش مرحلة بوتفليقة التى وصفوها بالفاسدة، أم هى محاولات من قبل التيار الإسلامى الذى يحاول الصعود بأى وسيلة؟. شحن داخلى من جانبه، قال الصحفى المتخصص فى الشئون المغاربية رمضان بلعمرى، فى تصريحات إعلامية، إن الشارع فى الجزائر رفض ترشح بوتفليقة لسبب رئيسى وهو وضعه الصحى المتردي، ولو كان بوتفليقة محتفظًا بلياقته السابقة ربما لكانت الاحتجاجات أخف - على حد تعبيره. ولفت بلعمرى إلى أن الشارع يشعر بنوع من الاستغفال السياسى حيث يتم ترشيح رئيس لم يتحدث مع الشعب منذ 20 شهرًا على الأقل، وهم لا يعرفون حقيقة وضعه الصحى مشيرًا إلى أن هناك عدة بدائل للرئيس بوتفليقة جاهزة، بينهم على بن فليس وعبد العزيز بلخادم ومولود حمروش، وكلهم ينتمون إلى الحزب الحاكم، إضافة إلى أحمد أويحيى الذى ينتمى إلى حزب رديف للحزب الحاكم. من جانب آخر أعلنت الصحف الجزائرية عن استعدادات تتم لحشد الشارع الجزائرى ودعم صناع القرار الذين يعدون لتطبيق المادة 88 من دستور الجزائر التى تعلن عجز الرئيس بوتفليقة صحيًا، وبالتالى إعلان انتخابات مسبقة. وتعليقًا على حراك الشارع، قال الصادق بوقطاية، القيادى فى الحزب الحاكم لقناة "الحدث" إن ترشيح بوتفليقة لولاية رابعة يحظى بدعم جبهة التحرير الوطني، والتجمع الوطنى الديمقراطي، و30 حزبًا أخرى كما تمكن أنصار بوتفليقة من جمع مليون توقيع ويتوقع أن يصلوا إلى 3 ملايين فى وقت قصير. ووصف بوقطاية حراك الشارع بأنه وقفة احتجاجية فى سياق التعبير عن آراء سياسية وهذا حق مشروع، وعلى من يرفضون بوتفليقة أن يتوجهوا إلى صناديق الاقتراع. أما المعارض الجزائرى أنور مالك، فقد تحدث من مدينة نيس الفرنسية، لقناة الحدث ليوضح أن قوات الشرطة قمعت مظاهرة واعتقلت ناشطين، وهذا قمع لحرية التعبير والرأي، مشيرًا إلى أن الجهة الوحيدة التى تعرف حقيقة الوضع الصحى للرئيس بوتفليقة هى مستشفى فال دوجراس العسكرى فى فرنسا. وشددت الناشطة الاجتماعية، الطبيبة بوراوى أميرة، وهى واحدة من الذى دعوا للاحتجاج أول أمس السبت، على الاستمرار فى التعبئة حتى يتم منع الرئيس بوتفليقة من الترشح، معتبرة أن مقربين من بوتفليقة يستغلون وضعه الصحى لمزيد من النهب والفساد. انسحاب من جانب آخر فى طريقة مختلفة للإعلان عن إحباط المرشحين من التغير فى السياسات الجزائرية، أعلن كمال بن كوسة المرشح للانتخابات الرئاسية من أمام أشهر مقبرة فى البلاد انسحابه من السباق، بعد إعلان ترشح الرئيس بوتفليقة لولاية رابعة للتعبير عن "يأسه من التغيير". وفى رسالة الانسحاب التى نشرتها يومية "الوطن" الجزائرية، أوضح بن كوسة أن الانتخابات الرئاسية المقبلة لعبة مغلقة والأفق السياسى مغلق والوضع خطير بشكل غير مسبوق فى البلد.