قال محمد عبد الرحمن بركة، رئيس مجلس الأعمال المصرى الإندونيسى، إن نجاح أى اقتصاد فى العالم يعتمد على التصدير وليس على الاستيراد، وأنه من الأفضل للحكومة المصرية التى تصدر المواد الخام وتصنع منتجات تحتاج لمواد خام ليست موجودة بالبلاد، أن تبحث عن صناعات يمكن أن تنتجها المواد الخام التى تتواجد لدينا. وأوضح أنه إذا اتبعت مصر هذا النهج سيساهم فى إنشاء فرص عمل، وسيزيد من العملة الحرة وسيساهم فى تعزيز الاقتصاد المصرى. وانتقد فى كلمته أمام ملتقى التوضيح الإعلامى عن الاقتصاد الإندونيسى، لبحث آفاقه المستقبلية للعام الجارى، وكيفية بناء العلاقة التجارية مع رجال الأعمال الإندونيسيين، الذى عقد اليوم بأحد فنادق القاهرة استمرار المظاهرات فى شوارع مصر، قائلا "مادام الناس يأخذون أموالا لينزلوا الشارع لن نتقدم". ودعا الشعب للتكاتف والوحدة والعمل، معتبرا أن تناحر المصريين سيكون مكسبا لدولا تريد "خراب" الدول العربية. وأضاف أن المسئولين المصريين لا يساعدون رجال الأعمال فى كثير من الأحيان ضاربا مثلا بالمشكلات التى واجهها بعد ثورة 2011، وكيف لم يساعده المسئولون أو البنوك، مشيرا إلى أن المسئولين يرفضون مقابلة رجال الأعمال رغم أنهم من المفروض أنهم يخدمون المواطن، ووصفهم ب"الأيدى المرتعشة". وأعرب عن أمنياته أن تحتل مصر خريطة الدول المصدرة، وأن تبدأ فى تصدير منتج أساسى تشتهر به، وتكون مواده الخام موجودة بالفعل فى البلاد. وتحدث بركة عن المشكلات التى ظهرت فى الآونة الأخيرة بين بعض رجال الأعمال وشركات إندونيسية، وما تلا ذلك من تشويه للصورة التجارية بين مصر وإندونيسيا، مؤكدا أن العلاقات بين البلدين جيدة للغاية، بينما قام رجال الأعمال بالاستيراد عن طريق الانترنت، وهو ما يعد خطأهم لأنهم كانوا من السهل أن يرجعوا إلى مجلس الأعمال المصرى الإندونيسى أو السفارة الإندونيسية بالقاهرة، للاستفسار عن مدى جدية الشركات التى تعاملوا معها. وأكد أنه يعمل مع إندونيسيا منذ 25 عاما، ولم يواجه مشكلة واحدة طيلة هذه المدة، مشيدا بمدى جدية الجانب الإندونيسى فى التعامل التجارى. وقال إن جاكرتا مرت بنفس الظروف التى تمر بها مصر الآن، بعد قيام ثورة عام 1997، غير أن الإندونيسيين عكفوا على العمل للنهوض ببلادهم، على عكس ما حدث فى مصر، إذ توقفت الأعمال واستسهل البعض "سبهم والحقد عليهم"، على حد قوله. وقال إنه التقى رئيس إندونيسيا عام 1998، وأكد له الأخير أن بلاده صدرت منتج (طباعة) ب5 مليارات دولار، و"هو المبلغ الذى لم نصل إليه فى أحسن ظروفنا"، معربا عن أمله فى أن تزيد الصادرات المصرية لجميع أنحاء العالم، لأن التصدير هو مفتاح نجاح الاقتصاد المصرى، ولنجاح التصدير ينبغى إيقاف تصدير المواد الخام والعمل على تصنيعها. وعن التجارة مع إندونيسيا، قال بركة إن إندونيسيا دولة خير وبها رزق ومن يعمل معها يكسب الكثير، مؤكدا أن "تعزيز التجارة الإسلامية سيزيد من قوتنا ضد الدول التى تحاربنا..وأتمنى أن يزيد رجال الأعمال من التجارة مع إندونيسيا ولو اجتهدوا من الممكن أن تتضاعف حجم التجارة بين البلدين". وتعهد بأن يعمل على زيادة التجارة ليصل حجمها إلى 1.6 مليار دولار مثلما كان عام 2011. وأبدى استعداد المجلس والسفارة الإندونيسية فى مصر، لتقديم المساعدة لرجال الأعمال وتنظيم الزيارات لهم، لتجنب المشكلات التى يقعون فيها عبر الإنترنت.