سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جهاز الهيئة الهندسية للقوات المسلحة لعلاج فيروس "سى" يوفر للدولة 50 مليار جنيه.. والإنترفيرون لم يعالج سوى 170 ألف مريض من 14 مليوناً.. وأطباء يشددون على ضرورة خضوعه للتجارب البحثية الإكلينيكية
مئات الآلاف من مرضى فيروس سى ينتظرون أى بارقة أمل لعلاجهم، أو ظهور أدوية جديدة أو ، نتيجة ما يعانونه من آلام فى مراحل المرض المختلفة، خاصة بعد فشل علاجات كثيرة فى علاج المرض. فالإنترفيرون ورغم ملايين الجنيهات التى أنفقتها الدولة فى تطويره كعلاج للمرض، إلا أنه لم يعالج سوى 170 ألف مريض فقط، فى الوقت الذى يوجد فى مصر 14 مليون مصاب بفيروس سى، وعندما تم الإعلان عن ظهور جهاز جديد يعالج فيروس سى، اكتشفه أحد رجال القوات المسلحة، ظهرت ردود أفعال متباينة حول فاعلية هذا الجهاز، فالبعض أيده والبعض الآخر انتقده، نظراً لأنه لم يتبع الخطوات العلمية الصحيحة فى إجراء البحوث العلمية، ولم يتم إعلان نتائج أبحاثه فى مؤتمر علمى يناقشه أطباء الكبد والخبراء فى هذا المجال. من جانبه أكد الدكتور محمد على عز العرب، أستاذ الكبد والجهاز الهضمى رئيس وحدة الأورام بمعهد الكبد القومى، أنه منذ 8 سنوات من بداية العلاج بالإنترفيرون طويل المفعول وأقراص الريبافيرين وفى مصر، فإن نسبة ما تم علاجهم 300 ألف مريض، حقق العلاج الشفاء ل 170 ألف مريض فقط، سواء من خلال العلاج على نفقة الدولة أو التأمين الصحى أو على نفقتهم الخاصة، وهو عدد متدنٍ فى 8 سنوات، حيث تم إنفاق مليارات الدولارات على هذا العلاج. وأضاف "عز العرب"، أنه إذا ثبت فاعلية الجهاز العلاجى فسوف يوفر للدولة حوالى 50 مليار جنيه لعلاج مرضى فيروس سى، مؤكدا أن العدد المستهدف لعلاج مرضى فيروس سى هو 2.5 مليون مريض، يمثلون 20% من العدد الفعلى للمرضى فى مصر، حيث يتراوح العدد ما بين 12: 14 مليون مريض مصرى مصابون بالفيروس، إلى جانب الوقاية من مضاعفات المرض، مثل التليف الكبدى وحدوث أورام الكبد والمضاعفات الأخرى التى تؤثر على حياة الإنسان. وأشار "عز العرب" إلى أنه إذا طبق هذا العلاج على مرضى الإيدز بالمعايير الدولية فسوف يحقق لمصر مليارات من الدولارات. وشدد "عز العرب" على ضرورة خضوع الجهاز للتجارب البحثية فى عدد من المراكز ببرتوكول موحد، وأن لا تقل عينة البحث عن ألف مريض، ويتم وضع البروتوكول البحثى بواسطة أساتذة الكبد فى مختلف الجامعات والمعاهد البحثية المصرية، إلى جانب الهيئة الهندسية بوزارة الدفاع وأساتذة الكبد بالأكاديمية الطبية العسكرية، تمهيدا لمناقشة النتائج فى المؤتمرات العلمية والدوريات العالمية، تمهيداً لاعتماده من قبل الهيئات الدولية، مثل منظمة الأغذية والأدوية الأمريكية FDA وهيئة الأدوية الأوروبية "EMA" قبل التداول فى السوق العالمية، كتعريف بمصر بأنها دولة رائدة فى العلاج من الفيروسات الكبدية على المستوى الدولى عند التأكد من فعالية الجهاز حسب المعايير الدولية فى البحث العلمى. وفى السياق ذاته، قال الدكتور هشام الخياط، أستاذ الكبد والجهاز الهضمى بمعهد تيودور بلهارس، إن الجهاز العلاجى لم يأخذ حقه فى التجارب الإكلينيكية، مثلما حدث مع الجهاز التشخيصى، مؤكدا أنه يعتبر إنجازا يحسب للهيئة الهندسية بالقوات المسلحة، ولاشك أنه بعد استكمال التجارب الإكلينيكية المدعمة لهذه الطريقة المستحدثة للعلاج سيكون له صدى عالميا، ولكن هناك توصيات يجب أخذها فى الاعتبار قبل تعميم هذا العلاج المستحدث على جميع مرضى الكبد المصابين بفيروس سى، بحيث يجب عرض النتائج الأولية للأبحاث لهذا الجهاز فى مؤتمر علمى عالمى، كما حدث مع جهاز "سى فاست"، وأن تكون هناك شفافية كاملة لعرض نتائج الشفاء والأعراض المبدئية. وأشار "الخياط" إلى أنه يجب اتباع المنهج العلمى المتدرج فى مثل هذا العلاج المستحدث، بدءا من المراحل قبل الإكلينيكية والمراحل الإكلينيكية الأولى والثانية والثالثة، وما تم عرضه فى المؤتمر الصحفى هو للمرحلة الإكينيكية الثانية فقط، حيث يجب عرض نتائج المراحل السابقة كاملة والبدء فورا فى المرحلة الثالثة، والتى تتم على عدد كبير من المرضى بالآلاف، والتأكيد فيها على الجرعات المناسبة لهذا العلاج المستحدث والتأكيد على عدم وجود أى أعراض جانبية ملحوظة بعد سنة على الأقل من انتهاء العلاج، وكذلك يجب مقارنة هذا العلاج المستحدث بطرق العلاج المتعارف عليها عالميا الآن لعلاج فيروس سى ومقارنة نسب الشفاء والأعراض الجانبية لهذا العلاج الجديد. وطبقا لتقنية هذا العلاج المستحدث، فهو يتم من خلال تنقية دم المريض كله يوميا من الفيروس عن طريق الموجات الكهرومغناطيسية، فأكد "الخياط" أنه يستلزم اتباع وسائل تعقيم على مستوى عال، لتجنب نقل أى فيروس آخر معدٍ للمريض، كما يجب التأكد من الشفاء التام من الفيروس، ويعرف ذلك بتكرار سلبية ال"بى سى أر" بعد 6 أشهر من انتهاء العلاج، وهو المتعارف عليه عالميا بالشفاء التام. ويؤكد الدكتور الخياط على ضرورة الإعلان بشفافية كاملة عن المركب العشبى الذى يتم إعطاؤه للمرضى لرفع المناعة، وهذا لم يتم إعلانه حتى الآن. مضيفا أن جهاز "CCD" سيعتبر سبقا لمصر فى علاج الفيروسات الكبدية إذا تم استكمال التجارب النهائية عليه بنجاح قبل تعميمه.