أعضاء المؤتمر يشنون هجوما على أداء الوزراء فى قضايا الفلاحين والعدالة والمرافق والخدمات جاء المؤتمر السادس للحزب الوطنى ليكشف عن نية مؤكدة بوضع القضايا التنموية والاجتماعية والاقتصادية على أجندة الأولويات الوطنية فى المرحلة المقبلة، ويضع ملفات الفلاحين والفئات الأقل دخلا ضمن التحديات التى أعلن عنها الحزب فى الفترة المقبلة معترفا بأهمية هذه القضايا وخطورة التقصير فى مواجهتها من الآن. جاء المؤتمر أيضا يكشف عن تيار غاضب على العثرات التنفيذية التى وقعت فيها الحكومة خلال السنوات الماضية، حيث بادر عدد من كوادر الحزب بالدعوة إلى ضرورة محاسبة الحكومة عن كل صغيرة وكبيرة فى برنامج الرئيس داخل أروقة المؤتمر قبل أن تتحول المحاسبة إلى ساحة البرلمان، وبدا أن القيادات العليا للحزب تسمح بهذا النوع من الغضب والمحاسبة على الأداء العام للحكومة لتعميق فكرة أساسية مفادها «أن الحزب يصنع السياسة ومسئول عنها» لكن «الحكومة هى المعنية بالتنفيذ ومسئولة عنه»، فالحزب يوجه ولكن التقصير التنفيذى مسئولية الوزراء. ومن ثم شهد المؤتمر ظاهرة لافتة هى تزايد حالات المواجهة بين أمناء الحزب وكوادره فى المحافظات، وبين وزراء الدكتور أحمد نظيف، بل وشهد المؤتمر عددا كبيرا من الشكاوى جرى إعلانها أمام الرئيس فى خطابه إلى أعضاء المؤتمر، كما ناقشها أعضاء الحزب مع الوزراء وأعضاء الأمانة العامة داخل وخارج الجلسات. تيار الغضب يطلب من الحزب أن يضغط على الحكومة لمواجهة شعور شعبى بعدم الرضا. وبدا تحرك التيار الغضب خلال إلقاء الرئيس مبارك كلمته فى افتتاح المؤتمر السادس، عندما رفع بعض القيادات أصواتهم بمطالب الفلاحين والكادر وعدم تفعيل قانون الإدارة المحلية، وهذا التيار الغاضب الذى وجد أعضاؤه الشجاعة للحديث أمام الرئيس عن الفلاحين واللامركزية ومطالب فئوية فإن هذه الانتقادات، وجدت طريقها إلى جلسات ولجان المؤتمر السادس. مصادر داخل الحزب قالت إن هناك اتجاها من الرئيس وقيادات الحزب الوطنى تشجع اتجاه الانتقاد، استنادا إلى رغبة فى الفصل بين الحزب والحكومة، وإرساء مبدأ المحاسبة الحزبية للحكومة فى القضايا الجماهيرية. مع التأكيد على أن الانتقادات لاتمثل انقساما مثلما تريد المعارضة الحزبية. بقدر ما تطرح وجود تيار يطالب الحزب الوطنى بممارسة دوره ليسد ذرائع الأحزاب بأنه حزب غير جماهيرى، ولهذا تم تجاهل ما تردده المعارضة حول الإصلاح السياسى، والاكتفاء بردود الأمين العام وأمين التنظيم على من أسموهم الراغبين فى الالتفاف على الدستور. ولفت نظر كثيرين أن أيا من قيادات الحزب لم يتطرق إلى مطالب فى الإصلاح السياسى أو الجدل المطروح على الساحة حول التوريث أو الانتخابات. وتركيز مطالب قيادات الحزب أمام الرئيس على قضايا الفلاحين والظلم الواقع عليهم والحكم المحلى، وهى قضايا ركز عليها الرئيس مبارك الذى أعلن عن رفع معاش الضمان الاجتماعى بنسبة 25 %، وبدا يتوجه إلى قطاع يصل إلى خمسة ملايين مواطن يحصلون على معاش، واعتبرت مصادر حزبية أن توجه الرئيس مبارك إلى الفلاحين والوعود التى قدمها بمراعاة فروق أسعار الحاصلات الزراعية وهى القضية التى تشغل اهتمام قطاع واسع من الفلاحين بعد انخفاض أسعار الحاصلات بشكل هدد عددا كبيرا من الفلاحين، واستدانوا. وقد أثار قضية الفلاحين أحد أعضاء المؤتمر الذى رفع صوته وأعلن أن الفلاحين مظاليم، وأجابه مبارك فى الخطاب، مؤكدا أن قضية الفلاحين فى أولويات الحزب. واعتبر النائب أبوالحسن الجزار أنه «فى الوقت الذى يسعى فيه المزارعون الصغار إلى كسب قوت يومهم تحاربهم الحكومة بجميع الوسائل». وأكد أن بقاء الحال على ما هو عليه أمر فى غاية السوء, لافتا إلى أن هذة المشكلة ستؤدى إلى حدوث اشتباكات عديدة بين المزارعين ووزارة الزراعة. وتساءل أبوالحسن الجزار عن تجاهل الحكومة تعليمات رئيس الجمهورية والذى طالب فيها بتنمية الصعيد. تيار المطالب الجماهيرية نقل مطالبه بشكل أعنف إلى داخل لجان وجلسات المؤتمر، باعتبارها القضايا التى تعمل عليها المعارضة وتسبب للنواب الوطنى حرجا واتهامات من أبناء دوائرهم. ووجدت تفاعلا من قيادات الحزب الذين رأوا فى هذا تطويرا لأداء الحزب وانتزاع أى حجج للأحزاب والمعارضة فى الانتخابات القادمة. ولهذا يدعم الحزب هذا الاتجاه. وقد تعرض وزراء لحكومة لانتقادات واسعة من القيادات الحزبية التى اتهمت الحكومة بإحراج الحزب والبطء فى تنفيذ التعليمات الحزبية، وقد اعترف كبار قيادات الحزب بوجود فجوة بين أفكار الحزب والتطبيق من قبل الحكومة وأن المشكلة تظهر فى التفاصيل وتلقت الحكومة انتقادات كبيرة من بعض قيادات الحزب أو التيار المعارض اتهمتها بأنها تتسبب فى إحراجه أمام الناخبين بتأخرها فى تنفيذ السياسات. وجاء الاتجاه الغالب لدى القيادات الحزبية بأننا كحزب نطالب الحكومة بسرعة الإنجاز بل نحاسبها وظهر ذلك فى كلمات وتصريحات الأمين العام للحزب السيد صفوت الشريف الذى أعلن أن هناك فرقا بين ما يريده الحزب وما تستطيع الحكومة تنفيذه وسرعتها فى هذا التنفيذ. كما أن وزير الصحة حاتم الجبلى أعلن أنه لايرضى عن أداء المستشفيات العامة بل وجه انتقادات مغلفة للحكومة بسبب تأخير قانون التأمين الصحى. وكشفت المصادر داخل الحزب إلى أن الأيام القادمة سوف تشهد إرساء مبدأ محاسبة الحكومة أمام الحزب، والفصل بينها وبين الحزب والتسامح بشكل أكبر مع انتقادات واتهامات تيار الغضب داخل الحزب. على اعتبار أنهم يمثلون المطالب الجماهيرية، المطروحة فى الشارع، ومع هذا التركيز يمكن كسب تأييد المواطنين الذين يهتمون أكثر بالمطالب الجماهيرية أكثر من المطالب السياسية. لمعلوماتك... 3 هوعدد أيام المؤتمر السادس للحزب الوطنى حيث بدأت فعاليات المؤتمر يوم السبت واختتمت أمس الإثنين وسبق بداية المؤتمر يوم واحد هو الجمعة حيث عقدت اللجان المتخصصة 11 اجتماعا وأعقبها جلسات عامة يوم السبت بتقرير الأمين العام ثم تقرير الأمين العام المساعد لشئون التنظيم والعضوية والمالية والإدارية وبعدهما كلمة السيد رئيس الجمهورية رئيس الحزب واختتم المؤتمر بجلسة عامة بمشاركة كوادر من الحزب. 200 مليار جنيه هو حجم الاستثمارات التى أقيمت فى مصر خلال الخمس سنوات الماضية وهى عمر حكومة الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء وهو ما أكده د. نظيف فى كلمته أمام المؤتمر السادس للحزب الوطنى ومؤكدا أن الاقتصاد المصرى أصبح قادرا على التحرك بل وتلقى الصدمات وهذا هو الأهم. وأضاف أن سياسات الحكومة أثبتت أنها تعمل بقدرة ذاتية دون استدانة أو اقتراض خارجى.