منذ تولى الدكتور محمد مرسى الرئيس السابق، زمام الأمور فى مصر حتى بدأت تتوالى علينا انتهاكات حقوق الإنسان، وغياب الإصلاحات الديمقراطية الحقيقية، واستمرار ممارسات الرئيس المنتخب وجماعته وحزبه الهادفة إلى السيطرة الأحادية على مقدرات مصر، وعدم إدراكه جيدًا بأن صندوق الانتخابات الذى جاء به رئيسًا لن يحيمه أبدًا من تصاعد السخط الشعبى باتجاه انتخابات رئاسية مبكرة، ومن رحم كل هذه الممارسات الاستبدادية الأخوانية للحكم. خرجت حركة تمرد الشبابية السلمية لكى تترجم حق الشعب المصرى الدستورى فى التعبير الحر عن الرأى وممارسة العمل السياسى، وتستعيد أدوات سبق لحركات ك"كفاية والجمعية الوطنية للتغير" توظيفها قبل الثورة. وبعد توقيع أكثر من 20 مليون مواطن على استمارات تمرد، وبعد نزول أكثر من 30 مليون فى كل ميادين الثورة، للمطالبة برحيل الدكتور محمد مرسى، أصبحت حركة تمرد واحدة من أهم الكيانات السياسية التى لا تنتمى لأى من الأحزاب الهشة التى تخاف العمل على الأرض وبين المواطنين. ومع اقتراب إجراء الانتخابات الرئاسية بدأت تظهر ضغوط شعبية على المشير عبد الفتاح السيسى، لمطالبته بالترشح للرئاسة، لأن الشعب المصرى يرى فى المشير السيسى القائد الوطنى الملهم الذى غامر بمستقبله بل وبحياته، عندما انحاز لمطالب المتظاهرين فى 30 يونيو، كما استطاع أيضًا أن يتفوق فى مجال عمله بالقوات المسلحة، مما أدى إلى رفع كفاءة القدرة القتالية للجيش المصرى، ولأن حركة تمرد استمدت شرعيتها من إرادة الشعب المصرى، فيجب أن تكون قراراتها متسقه ومعبرة عن إرادة المواطنين، فأعلنت الحركة دعمها للمشير السيسى حال ترشحه فى الانتخابات الرئاسية القادمة. ولكن هناك بعض الأشخاص داخل الحركة يرون أن تأييد السيد حمدين صباحى فى الانتخابات الرئاسية القادمة هو الأصلح، لأنه المعبر عن ثورة 25 يناير، وهو المرشح المدنى الذى سيمنع هيمنة المكون العسكرى على إدارة شئون الدولة كما يعتقدون، ومنذ إعلان صباحى نيتة الترشح للرئاسة، وهو يتعرض لحملات تشويه مسعورة، ولكن صباحى قامة وطنية كبيرة ولن تنال منه تلك الحملات الساذجة. وفى الأخير، فإن حركة تمرد الشبابية لن تتعرض لسيناريو 6 إبريل، التى طالتها الاختراقات الإخوانية والأمنية، فنحن ماضون فى ثبات على المبدأ لتنفيذ إرادة الشعب المصرى وترجمتها بطريقة سياسية نتمكن من خلالها أن نرسم ملامح لمستقبل أفضل لمصر، فدعم عبد الفتاح السيسى للرئاسة ليس انحرافًا عن مسار الثورة، فالسيسى وشباب الثورة وجهان لعملة واحدة، فلولا وطنية هذا ونضال هؤلاء، لظلت مصر يحكمها فاسد ويتحكم بها خائن.