استطاع الإعلامى محمد فودة أن يصنع لنفسه مكانة متميزة فى مجال العمل العام، وعلى مدى سنوات طويلة تلقى الكثير من السهام، لكنه يؤكد أن الهجوم عليه لم ينل منه، ولم يدفعه إلى التراجع عن العمل العام. يستعد لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة لأنه - حسب تعبيره - يحمل هموم المواطن البسيط على عاتقه، والدليل أن ما عقده من مؤتمرات جماهيرية بمسقط رأسه «مدينة زفتى» لم تكن مجرد مؤتمرات دعائية، وإنما كانت ندوات مفتوحة لإلقاء الضوء، على المشاكل المزمنة التى يعانى منها البسطاء، والعمل على إيجاد حلول لها، وهذا ما تم فى مستشفى «زفتى العام» الذى أوشك مشروع تطويره على الانتهاء. من الانتقادات لمشروع المستشفى أنه استغرق الكثير من الوقت.. فما ردك؟ - دعنا نعود إلى الوراء قليلا ونلقى نظرة على هذا المستشفى الذى يعانى من إهمال امتد لأكثر من 13 عاما، حتى أصبح يلقب ب«مستنقع زفتى العام» وكان مجرد حوائط متهالكة رغم أن المستشفى يحتل موقعا متميزا على النيل مباشرة. ولا أستطيع أن أصف لك كم كانت سعادتى وأنا أشهد توقيع عقد إعادة الترميم فى عهد الدكتور فؤاد النواوى، وزير الصحة الأسبق، وها هى خطوات تنفيذ المشروع تسير على قدم وساق. ويحظى المشروع باهتمام ورعاية خاصة من اللواء محمد نعيم محافظ الغربية، أوجه له أيضاً نداء أن يقوم بالتوجيه بصرف بقية المستحقات المالية للمقاولين وذلك لنضمن استمرار العمل وفق البرنامج الزمنى المحدد له. إن المستشفى سيخدم بعد تطويره أكثر من مليونى مصرى من أبناء 56 قرية تابعة لزفتى، وتقديرى أنه من أهم مشروعات المحافظة فى الوقت الراهن. وماذا يمثل لك مشروع تطوير مستشفى زفتى العام؟ - مشروع تطوير وتحديث مستشفى زفتى العام ينمو أمامى تماما مثل الوليد يكبر يوما بعد الآخر، إننى فى قمة السعادة لأن هذا الإنجاز الذى عملت كل ما فى وسعى لتحقيقه يتقدم واقعيا، وما هى إلا أن ينتهى حتى تقفز الخدمات العلاجية بالمحافظة إلى الأمام. ماذا تم لحل مشكلة الغاز الطبيعى بزفتى التى أخذت من وقتك الكثير؟ - كانت مشكلة عدم وصول الغاز الطبيعى لمدينة زفتى من أبرز المشاكل التى توقفت أمامها طويلاً خلال الفترة القصيرة الماضية، ولكن بفضل من الله حصلت على موافقة المهندس شريف إسماعيل وزير البترول على توصيل الغاز إلى منازل زفتى والمناطق المحيطة بها. كما وعد أيضاً بحل مشكلة مصانع الطوب الطفيلى وعددها 110 مصانع تعمل بالمازوت الذى تؤدى عوادمه إلى الإصابة بالكثير من الأمراض المزمنة ومنها «الربو» بسبب تلوث الجو. صحيح أن الغاز لم يصل بعد، لكن الأمور تتحرك إلى الأمام، وتقديرى أن المشكلة بصدد الانتهاء فى أقرب وقت. كيف ترى الانتخابات البرلمانية المقبلة؟.. هل تفضل أن تكون بنظام القائمة أم بالنظام الفردى؟ - أستعد الآن لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة إلا أننى كمواطن أرى أن النظام الفردى فى الانتخابات هو الأمثل فقد تربينا ونشأنا من قبل على أن الانتخابات تعنى التنافس والفوز يكون من نصيب الشخص الأكثر جماهيرية والأكثر قدرة على تقديم الخدمات. ما أبرز الخدمات على أولوياتك فى حال فوزك؟ - مشكلات الشباب والبحث عن فرص عمل لهم من أجل محاربة البطالة هى أهم أولوياتى، إلى جانب العمل على حل مشكلات المرأة المعيلة بتوفير حياة كريمة لها ومساندتها فى مواجهة ظروف الحياة القاسية. أما بالنسبة للقرى والمناطق الأكثر فقرأ فقد وفقنى الله فى الحصول على موافقة بإدراج قريتين ضمن مشروع تطوير القرى الأكثر فقرًا الذى سيتم تنفيذه من قبل مشروع دعم مصر بمشاركة جمعية مصر الخير. كيف تتعامل مع ما يقترن بالانتخابات عادةً من إلقاء التهم والتجريح الشخصى؟ - الصراع فى كل الحالات موجود والاتهامات والهجوم الشخصى بين المرشحين لن يختفى سواء فى النظام الفردى أو نظام القائمة، فطالما هناك منافسة وسيكون هناك من يخطط ويدبر ويحاول النيل من الطرف الآخر. لقد تعودت على ذلك، وأنا أتحمل ما يترتب عن العمل العام من أحقاد، فأعداء النجاح مستمرون فى كل مكان ومتربصون بكل شخص يحاول أن يفعل شيئاً نافعاً، و«الشجرة المثمرة تقذف بالحجارة». ما مواصفات عضو مجلس الشعب الناجح من وجهة نظرك؟ - يجب أن يكون مؤمناً بأهمية العمل العام وأن يكون على اقتناع بأن خدمة الناس يجب أن تكون بلا مقابل. البرلمانى يجب أن يحتسب عمله لوجه الله والوطن أولا.. ويكون من أولى العزم فى العمل وبذل الجهد والإيثار. تعلن دائما تأييدك للمشير السيسى رئيسا للجمهورية فلماذا هو دون غيره؟ - لأنه الشخص المناسب لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، والوحيد الذى يستحق أن يكون رئيسا لمصر فى هذا التوقيت بالذات لما يتمتع به من كاريزما «الزعامة» فضلاً على أنه يحظى بحب واحترام معظم المصريين، ممن خرجوا بالملايين فى 30 يونيو ثم لتفويضه من أجل محاربة الإرهاب. كونك إعلاميًا هل ترى أن الإعلام المصرى لديه القدرة الآن على الوصول إلى الخارج لتصحيح الصورة المغلوطة عن الأحداث فى مصر؟ - من الواضع جداً انحياز الإعلام الأمريكى للإخوان المسلمين، كما يبدو للجميع أيضاً ما تقوم به قناة الجزيرة. لذلك فلابد أن يكون إعلامنا على قدر الحدث ليواجه ما يحدث من الدول المعادية لنا ولابد أيضاً من تغيير الأداء الذى يقوم به الإعلام فى هذه الاتجاه مع ضرورة مراجعة الخطاب الإعلامى المصرى الموجه إلى العالم الخارجى باللغات المختلفة، ولابد من تدعيم الإعلاميين بالمعلومات الجديدة أولاً بأول وبصفة مستمرة بالإضافة لعرض الأفلام السياسية والسياحية التى تعبر عن ثقافة المجتمع المصرى وتسامحه وأخلاقه الكريمة. وماذا عن البعثات الدبلوماسية المصرية بالخارج؟ - هناك أصوات عديدة ترى أن البعثات المصرية لا تؤدى دورها بالشكل الملائم وذلك لتعامل الدبلوماسيين مع دورهم كموظفين حكوميين، وهو ما اعتبره البعض سبباً رئيسياً فى فشل الحكومة المصرية فى إقناع الدول الخارجية بموقفها رغم أحقيتها فيه، إلا أننى أختلف مع هذا الرأى فهناك الكثير من البعثات الدبلوماسية تقوم بعملها على أكمل وجه. وتقديرى أنه يجب أن تكون لدى وزارة الخارجية خطة واضحة ومحددة ويتم إلزام البعثات الدبلوماسية بتنفيذها وعلى وجه الخصوص بعثاتنا فى الدول المعادية لثورة 30 يونيو أو الدول التى لا تزال تشكك فى أنها ثورة.