نقلا عن جريدة الأخبار هل تعود جمهورية زفتى مرة أخرى، الواقع يقول هذا من خلال الجهود الضخمة التى يبذلها أحد أبناء زفتى، لإعادة المدينة إلى أبنائها، وتطوير الخدمات، وحل المشاكل، زفتى اليوم عادت إلى أمجادها بفضل ما يتم، والمرافق، والخدمات الجماهيرية. وللتعرف على هذا التطوير كان اللقاء مع الإعلامى، وابن زفتى محمد فودة، وحول تجربته فى العمل التطوعى، وخدمة الجماهير، كان لنا معه هذا الحوار، الذى تطرق فيه إلى عدة قضايا أخرى تشغل الرأى العام. الإعلامى محمد فودة نبدأ حوارنا معك من حيث انتهيت، فقد قمت مؤخراً بلقاء وزير البترول من أجل إيجاد حل لمشكلة الغاز الطبيعى فى زفتى.. لأى شئ توصلت لحل تلك المشكلة؟ - تم الاتفاق مع المهندس شريف إسماعيل، وزير البترول على توصيل الغاز الطبيعى إلى منازل زفتى، والمناطق المحيطة بها، فى غضون 3 أشهر، كما وعد بحل مشكلة مصانع الطوب الطفلى وعددها 110 مصانع، تعمل بالمازوت، فقد تفهم الوزير حجم المشكلة، وخطورة تشغيل هذه المصانع بالمازوت، مما يسبب الإصابة بالكثير من الأمراض المزمنة، ومنها «الربو» بسبب تلوث الجو. ما قمت به لحل مشكلة مستشفى زفتى العام، كان حديث الناس، ليس فى زفتى فحسب، بل فى عدد كبير من المدن الأخرى بمحافظة الغربية.. فمن الذى أعانك على حل هذه المشكلة؟ - الحديث عن مستشفى زفتى العام، كان حلماً شخصياً لى، وحلماً لأبناء زفتى، منذ سنوات لإنقاذ المستشفى الذى ظل مهجوراً لمدة أحد عشر عاماً رهينة الإهمال، والفساد، حتى تحول إلى مجرد بركة للحشرات، والزواحف، وملجأ للأمراض المتوطنة، بدلاً من أن يكون سبباً فى علاج هذه الأمراض، حاولت منذ سنوات تطوير هذا المستشفى، إلا أن كثيراً من المسئولين السابقين يساعدوننى، ولم يتحمس كثير منهم لهذا العمل الإنسانى، الذى لا يستغنى عنه أحد، فهو يخدم ملايين المواطنين فى مدينة زفتى، وقراها، وهو يقع على مساحة كبيرة جداً فوق أجمل مكان فى محافظة الغربية، على شاطئ النيل، والآن الحمد لله حدثت المعجزة، وبدأت عمليات التطوير حتى الآن بنسبة 65٪ من أعمال التطوير، والحق يقال فمستشفى زفتى العام ينمو أمام عيوننا تماماً مثل الوليد، يكبر، ويتطهر، وتزول عنه الغمة، هى حالة من السعادة، وأنا أشاهد إنجازات فى بلدتى من أجل أبناء زفتى، ومن أجل جيل جديد يحاول أن يعيش حياة متكاملة بدون أزمات، أو متاعب، وفى مستقبل أفضل. ومن هنا أتوجه بالشكر للمستشار محمد عبدالقادر، محافظ الغربية السابق، الذى لم يتوان لحظة واحدة فى تقديم يد العون، والدعم، والمساندة من أجل خروج المستشفى للنور، ومن خلفه اللواء محمد نعيم محافظ الغربية الحالى، الذى منذ توليه مسئولية المحافظة، وهو يوليها رعاية خاصة حتى يتم الافتتاح. بنفس الحماس، اتسم لقاؤك منذ عدة أيام بوزير الأوقاف.. فهل حصلت منه على الخدمات التى تحتاجها زفتى؟ - وزير الأوقاف رجل مثقف، ولديه رؤية ونظرة حقيقية للواقع، كما أنه يخوض الآن حرباً ضد الفساد فى هذه الوزارة المهمة، ويقوم باتخاذ إجراءات فورية لإزالة ما فعله الإخوان من عبث وفوضى فى هذا القطاع المهم، المتعلق بالدعوة، وإدارة المساجد، وقد تناولت معه مناقشة واستعراض أهم المناطق التى تحتاج إلى المزيد من دعم وزارة الأوقاف، وذلك بتوفير المرافق والبنية التحتية للمساجد المقامة بها، ودعم وسائل الراحة للمصلين من خلال توفير أجهزة تكييف إضافية، وقد استجاب فضيلته وقرر على الفور حل مشاكل المساجد بمدينة زفتى، ودعم الخطباء والبنية التحتية، وتقديراً له قمت على الفور بالتبرع بمبلغ 250 ألف جنيه، للمساهمة فى إنشاء بعض المساجد الأهلية تحت الإنشاء. بمناسبة الحديث عن العمل العام كيف ترى انتخابات مجلس الشعب المقبلة؟ - انتخابات مجلس الشعب المقبلة، أنا على يقين أنها ستكون معبرة بصدق عن واقع الشارع المصرى، وأنها سوف تأتى فقط بمن هم يستحقون تمثيل الشعب تحت قبة البرلمان، لأنها سوف تأتى فى ظل مرحلة جديدة، وفاصلة فى عمر الوطن، مرحلة تخلصت فيها مصر من نظام ظل جاسماً على صدور المواطنين لمدة عام كامل، تعرضت خلال جميع مؤسسات الدولة للكثير من ممارسات الإقصاء، والتخريب. وما مواصفات عضو مجلس الشعب من وجهة نظرك؟ - أعتقد، أن الشخص الذى يستحق حمل لقب «برلمانى»، يجب أن تتوافر فيه العديد من المواصفات، وفى مقدمتها أن يكون مؤمناً بأهمية العمل العام، وأن يكون على اقتناع بأن خدمة الناس، يجب أن تكون بلا مقابل، وبدون انتظار كلمة شكر، فخدمة الناس وقضاء حوائجهم من أنبل ما يمكن أن يقوم به الإنسان تجاه مجتمعه، وهذه مواصفات لا تتوافر إلا فى الذين يختارهم الله للقيام بهذه المهام من أجل خدمة عباده. هل هناك أنواع معينة من الخدمات تضعها فى أولوياتك لتقدمها لأهل دائرتك؟ - خدماتى لأهل دائرتى، لم ولن تتوقف فى يوم من الأيام، فأنا حريص كل الحرص على أن تتوجه تلك الخدمات إلى أكبر شريحة من المواطنين، ليستفيد منها البسطاء الذين هم فى أشد الحاجة إلى أبسط متطلبات الحياة من صحة، وتعليم، ومأوى، ومأكل، لذا فأنا دائم البحث عن تلك المشكلات التى يعانى منها المواطنين، ولكن على الرغم من ذلك فأنا أرى ضرورة الاهتمام بمشكلات الشباب، والبحث عن فرص عمل لهم، من أجل محاربة البطالة إلى جانب أهمية العمل على حل مشكلات المرأة المعيلة، بتوفير حياة كريمة لها، ومساندتها فى مواجهة ظروف الحياة القاسية، فالأم التى تعول أسرتها فى غياب الزوج، جديرة بالدعم، والرعاية سواء من الدولة، أو من المؤسسات غير الحكومية التى تعمل فى هذا المجال، أما بالنسبة للقرى والمناطق الأكثر فقراً فقد وفقنى الله فى الحصول على موافقة بإدراج قريتين ضمن مشروع تطوير القرى الأكثر فقراً الذى سيتم تنفيذه من خلال مشروع دعم مصر الذى تشارك فيه جمعية مصر الخير. فى رأيك.. أيهما أفضل نظام الانتخاب بالقائمة أم بالنظام الفردى فى مجلس الشعب؟ - من وجهة نظرى، النظام الفردى فى الانتخابات هو الأنسب للمجتمع المصرى، فقد جربنا نظام الانتخاب بالقائمة، وثبت فشله، وجربنا النظام المختلط بين الفردى، والقائمة، واكتشفنا فيما بعد أنه نظام لا يعبر بصدق عن واقع المجتمع، وأنه تم من أجل خدمة فصيل معين بمعنى أدق هو نظام تم «تفصيله» على مقاس مجموعة من الأفراد، ينتمون لتيار واحد، كان يهدف الاستحواذ على أكبر عدد ممكن من مقاعد البرلمان، ولكن حينما ننظر إلى النظام الفردى نجده هو النظام الذى تربينا عليه، وكنا نسير عليه منذ سنوات طويلة، وكان نظاماً ناجحاً حيث إن النائب يكون على دراية تامة بمشاكل دائرته التى تكون محدودة، وصغيرة، وكان الناخب يعرف جيداً الشخص الذى يعطيه صوته، ويذهب إلى لجنة الانتخاب خصيصاً لكى ينتخبه ليمثله تحت قبة البرلمان وذلك على العكس تماماً فى النظام بالقائمة، التى تأتى بأشخاص قد لا يعرفهم أبناء الدائرة التى غالباً تكون كبيرة للغاية، وتضم مدنا وقرى، ونجوعا فى أنحاء متفرقة فتتسع الدائرة، ويصبح من الصعب معرفة مشكلاتها، ومتطلبات مواطنيها، وبذلك نجد عضو مجلس الشعب فى واد وأهل دائرته فى واد آخر. ولكن هناك اتجاهًا قويًا لإجراء الانتخابات بنظام القائمة؟ - الذى يروج لهذا النظام، ويقاتل من أجله هى الأحزاب الصغيرة، التى ليس لها أى قواعد شعبية وتحاول الحصول على مقاعد فى مجلس الشعب بأى ثمن، لأنها تعلم جيدا أن النظام الفردى سوف يفضحها، ولن يسمح لها بالحصول على أية مقاعد، لأنها مجرد أحزاب على الورق، ولا يعلم عنها المواطن أى شئ سوى بعض التصريحات «الرنانة» عبر الفضائيات ووسائل الإعلام، لذا فإن النظام الفردى له العديد من الفوائد، منها أنه سيقضى تماما على تلك «الفقاعات الهوائية» التى يطلق عليها اسم «الأحزاب الصغيرة»، التى هى فى حقيقة الأمر لا تمثل سوى %5 من الشعب، وهى نسبة لا ترتقى إلى مستوى التمثيل تحت قبة البرلمان. طالما نحن نتحدث عن الانتخابات، أيهما تفضل البرلمانية أولا أم الرئاسية؟ - أعتقد أن الحدث عن هذه المسألة سابق لأوانه، فنحن لدينا خارطة مستقبل، ارتضت بها القوى السياسية، وها هى تسير الآن وفق برنامجها الزمنى المحدد، وهذه مسألة فى غاية الأهمية وجديرة بالاحترام، ولكن إذا رأت القيادة السياسية تقديم الانتخابات الرئاسية أولا، فبكل تأكيد سيكون ذلك فى مصلحة الوطن، وسيصب فى اتجاه التطور الذى يشهده حاليا المجتمع، كأحد مكتسبات ثورة 30 يونيه الشعبية التى أبهرت العالم. وماذا عن الاستفتاء على الدستور؟ - المشاركة فى الاستفتاء على الدستور هى واجب وطنى، وضرورة تحتمها الظروف التى تمر بها مصر الآن، لابد أن ينزل كل من شارك فى ثورة 30 يونيو، ويشارك فى هذا الاستفتاء ولم نكتف بالنزول فقط بل النزول والمشاركة باختيار «نعم» لأنها تعنى نعم لثورة 30 يونيو، وما حققته من مكتسبات أعادت مصر لأهلها الحقيقيين، وأعادت المواطن البسيط إلى حضن الوطن، بعد أن أصبح غريبًا فى بلده، ومهددا بالضياع، والتشرد فى ظل الأطماع، وسياسات الإقصاء، والتمكين التى انتهجتها الجماعة المحظورة على مدى أكثر من عام فى الحكم. المشاركة فى هذا الدستور الجديد، لابد أن تكون مشاركة إيجابية، لأننا بذلك سوف نعطى للعالم درسا فى الإصرار، والعزيمة، ونقول للعالم أن ثورة 30 يونيو، كانت وما تزال وستظل شعبية، ولم يشهد لها العالم مثيلا من قبل.. لابد أن نقول وبأعلى أصواتنا «نعم للدستور»، وأن تظل كلمة «لا» قاصرة فقط على مواجهة قوى الظلم، والجهل، والتخلف التى تريد إعادة البلد إلى الوراء وإلى عصور الظلام. ومن يصلح من وجهة نظرك لأن يكون رئيسًا لمصر فى الانتخابات المقبلة؟ - أنا أرى، أن الفريق السيسى، هو أنسب وأفضل شخصية لتولى رئاسة مصر خلال الرحلة القادمة، فهو فى نظرى الشخص الوحيد الذى يستحق أن يكون رئيسا لمصر فى هذا التوقيت بالذات، لما يتمتع به من كاريزما «الزعامة» فضلا عن أنه يحظى بحب واحترام جموع الشعب المصرى، الذين خرجوا بالملايين فى 30 يونيو، وما بعدها لتفويضه من أجل محاربة الإرهاب والقضاء على عصابة السر، والكراهية التى أفسدت الحياة فى ربوع مصر، نعم الفريق السيسى هو الشخص الوحيد القادر الآن بالعبور بمصر إلى بر الأمان، وتخطى الصعاب التى تمر بها فى الوقت الراهن، كما أنه هو الشخص الذى استطاع أن يلم شمل العرب مجددًا، ويضع مصر فى مكانها الطبيعى، والريادى بين دول العالم.