تبدو مصادفة، لكنها ليست كذلك، إنما تراكمات صنعت هذه الثورة الفيلمية... الآن.. نستطيع أن نطلق على 2013 عام «السينما المستقلة» فى مصر بامتيار، حيث عرضت خمسة أفلالم دفعة واحدة خلال ستة أشهر، بينما تعثر عرض الفيلم السادس «الخروج للنهار» إخراج هالة لطفى حتى الآن!.. ومع ذلك لا نستطيع أن ندعى «تحرر» السينما من قبضة «احتكار» الشركات الكبرى، بل على العكس فقد أشاع هؤلاء المحتكرون أن عام 2013 يعد الأسوأ بسبب قلة عدد الأفلام، وضعف المستوى الفنى والتكلفة الإنتاجية، وبالتالى تحقيق الإيرادات.. فأين الحقيقة؟! لقد أدى تراجع شركات الإنتاج الكبيرة والمحتكرة «عن تعمد وقصد لأسباب عديدة»، إلى قلة عدد الأفلام وتميزها، فأصبحت هناك إمكانية لعرض الأفلام المستقلة التى كانوا يرفضون توزيعها وعرضها فى الصالات التى يملكونها، لأنهم ببساطة لا يريدون أى أفلام لا تخرج من جعبتهم بوصفهم المنتجين والموزعين وأصحاب دور العرض، وأيضا المتحكمين فى غرفة صناعة السينما.. وخاصة إذا كانت هذه الأفلام تمثل سينما مختلفة. ولعل أطرف وأصدق مثال على تعنت هؤلاء المحتكرين ضد السينما المستقلة، ما حدث مع فيلم «فرش وغطا» إخراج أحمد عبدالله، فقد سمحوا بعرضه فى خمس صالات عرض فقط ولمدة أسبوع واحد!، وعندما حقق الفيلم بعض الإيرادات تنازلوا وسمحوا باستمرار العرض أسبوعا آخر، فالفيلم كانت تسبقة دعاية جيدة لاشتراكة فى أكثر من مهرجان، وحصوله على جوائز دولية، وهو ما حدث مع الأفلام الأربعة الأخرى: «الشتا اللى فات» إخراج إبراهيم البطوط، و«هرج ومرج» إخراج نادين خان، «وعشم» إخراج ماجى مرجان، و«فيلا 69» إخراج آيتن أمين.. وهذا يعنى أن المحتكرين ضد السينما المستقلة وعرضها تماماً! ولكن حدث تطور آخر، فهناك مهرجانان مصريان يقومان برصد وتقييم أفلام العام الفائت، الأول هو المركز الكاثوليكى وقد اختار الأفلام الخمسة المستقلة كأهم أفلام العام «من بين 27 فيلماً»، بينما توسع مهرجان «جمعية الفيلم» فاختار 8 أفلام من بينها الأفلام الخمسة المستقلة، فكان ذلك تأكيداً آخر على أهمية هذه الأفلام، وأنها عنوان سينما 2013. ومن هنا أصبح من غير المتوقع أن يمر هذا «الحدث» الكبير لنجاح السينما المستقلة، مرور الكرام من غضب المحتكرين وغرفة صناعة السينما «أصحاب النفوذ والمصالح التجارية البحتة»، وهو ما سوف يحدث فى الأيام القادمة!.. فهل يستطيع أصحاب السينما المستقلة المواجهة مع أباطرة الصناعة؟! إن صناع السينما المستقلة ضد القوالب التجارية التقليدية، وليست تجارة السينما لجنى الأرباح هو هدفهم الأساسى، إنما طرح أساليب فنية أكثر حرية، وأكثر قرباً من القضايا الاجتماعية!.. فالمواجهة قادمة لا محالة، فما هو الحل؟! ليس أمام صناع السينما المستقلة سوى تكوين كيان يدافع عن استمرارهم وتطورهم، وكانت هناك فكرة منذ عام 2011، لتأسيس نقابة «مهنية - عمالية»، للوقوف ضد هؤلاء المحتكرين، حتى تصل أفلامهم للمشاهد، وذلك عن طريق الضغط إعلامياً وثقافياً لتوزيع أفلامهم دون تعنت، وأن تجد مكاناً فى صالات العرض.