بعيدا عن أزمة السينما المصرية التي تتفاقم عاما بعد الآخر, وبصرف النظر عن تدهور صناعة السينما وعزوف عدد كبير من المنتجين عن الإنتاج, وتقديم أعمال سينمائية جديدة ومتنوعة, ومع تسيد نمط الفيلم الشعبي. الذي يتبناه عادة' آل السبكي', أكثر منتجي السينما نشاطا وعملا في عام2013, وفي ظل ارتباك المشهد السياسي وتأثيره علي الحياة في مصر بشكل عام, فإن الأرقام تؤكد تراجع حصيلة إيرادات السينما المصرية بفارق84 مليون جنية عن العام الماضي, حيث وصلت حصيلة الإيرادات إلي106 ملايين جنيه, في حين أنها في العام الماضي بلغت190 مليون جنيه. فقد شهد هذا العام تراجعا في عدد الأفلام المنتجة, والتي لم تتخط27 فيلما بما فيها أفلام السينما المستقلة, ومنها' الشتا اللي فات' لإبراهيم البطوط, و'فرش وغطا' لأحمد عبدالله, و'هرج ومرج' لنادين خان, والأفلام التجارية مثل' قلب الأسد' و'القشاش' و'عش البلبل' وغيرها من الأعمال, إضافة إلي فيلم مؤجل منذ سنوات للمخرج أحمد النحاس تحت اسم' الهاربتان', وهو الفيلم الذي عرض في مهرجان الإسكندرية السينمائي بمسابقة الأفلام المصرية, ورغم التراجع في نوعية الأفلام المقدمة إلا أن هناك ظاهرة ايجابية لا يستطيع أحد أن ينكرها, وهي ظهور العديد من أسماء المخرجات المصريات والعربيات المتميزات. وإذا كانت بدايات السينما المصرية قد شهدت العديد من أسماء النساء اللائي لمعن في تلك الصناعة سواء علي مستوي الإنتاج والإخراج, منهن من عمل علي تأسيس الصناعة السينمائية في مصر, مثل' عزيزة أمير وفاطمة رشدي وآسيا', لذلك ليس من المستغرب أن تعاود المرأة تألقها في السينما المصرية, بعد فترات غياب أو خفوت, حيث ظهرت في عام2013 العديد من الأسماء لمخرجات لامعات لم يقتصر دورهن علي تقديم أفلاما تمر مرور الكرام, بل أفلاما متميزة حصدت لمصر العديد من الجوائز في السينما العربية والعالمية, وأثارت جدلا حول قيمتها الفنية وثرائها البصري, ويكفي مثلا أن مهرجان دبي السينمائي العاشر أعلن أن أكثر من40% من الأعمال السينمائية المعروضة كانت من إخراج نساء, سواء في مجال الأفلام التسجيلية أو الروائية ومن هؤلاء المخرجات المتميزات المغربية' ليلي المراكشي', والفلسطينية' شيرين دعيبس' والتونسية' كوثر بن هنية' والمصرية' سلمي الطرزي' والفلسطينية' ميس دروزة' واليمنية' سارة إسحاق', والإماراتية' نجوم الغانم', أما في السينما المصرية فهناك العديد من الأسماء الشابة الواعدة ومن هؤلاء المخرجات المخرجة' ماجي مرجان' والتي قدمت تجربتها الروائية الطويلة الأولي في فيلم بعنوان' عشم', وهو فيلم متميز وشديد الرهافة, يضم العديد من الشخصيات الطازجة, وبنت ماجي فيلمها الأول, والذي صاغت له السيناريو والحوار بذكاء شديد, وتفاصيل صغيرة مترابطة ورصدت من خلاله حيوات لشخصيات تنتمي لشرائح اجتماعية مختلفة, ومنهم عاملة نظافة في حمامات مول كبير وعامل أسانسير, وممرضة وطبيب وزوجة تنتظر الفرح, وزوجة كل أملها ألا يكون زوجها مريض, وجميع شخصيات العمل تعيش علي الأمل أو العشم في غد أفضل أو فرصة أحسن. والفيلم بطولة جماعية للكثير من الوجوه الشابة والممثلين الكبار, منهم المخرج الكبير' محمد خان' ومعه المخرج المسرحي' محمود اللوزي', والوجوه الشابة' أمينة خليل وسلمي سالم و'سيف الأسواني وشادي حبشي, وعلي قاسم, ومروة ثروت, ومني الشيمي, ومينا النجار, ونجلاء يونس, ونهي الخولي, وهاني إسكندر, وهاني سيف'. وقدمت أيضا المخرجة الشابة' نادين خان' ابنة المخرج المبدع محمد خان فيلمها' هرج ومرج' الذي يعد التجربة الروائية الطويلة الأولي لها, وقام ببطولته آيتن عامر مع محمد فراج ورمزي لينر وصبري عبد المنعم, وتأليف نادين خان أيضا, وسيناريو وحوار محمد ناصر.. وتدور أحداث الفيلم في إطار الفانتازيا الاجتماعية حول مثلث حب غني بالصراعات, حيث يتنافس الشابان زكي' فراج' ومنير' لينر' علي قلب منال' آيتن عامر', ويعيش الثلاثة في مجتمع يقتصر علي تلبية الاحتياجات الأساسية رغم الهرج والمرج, وتجد منال نفسها موضوع الرهان في مباراة لكرة القدم بينهما, والفائز يتزوجها, والفيلم مثل مصر في العديد من المهرجانات ونال جوائز من مهرجان دبي السينمائي في دورته قبل الماضية, وأيضا مهرجان وهران السينمائي, وظهرت أيضا المخرجة هالة لطفي والتي حصد فيلمها العديد من الجوائز للسينما المصرية منها جائزة بمهرجان قرطاج السينمائي ومهرجان الإسكندرية وغيره الا أن فيلمها لم يعرض حتي الان, ولكن بتجربتها تلك أثبت أنها من المخرجات القادمات بقوة في السينما المصرية, حيث قدمت فيلما شديد الثراء بصريا, كما قدمت المخرجة أيتن أمين تجربتها الروائية الأولي بعد فيلمين قصيرين مميزين وهما رجلها وربيع98, وجاء فيلمها الروائي الطويل بعنوان' فيلا69' بطولة خالد ابوالنجا ولبلبة والفنانة الشابة أروي جودة, إنتاج مشترك بين شركة فيلم كلينك وشركة الفن السابع, وتأليف محمد الحاج.. ويتناول الفيلم موضوعات الحب, والمودة والموت, وتدور أحداثه حول' حسين' رجل يعيش في عزلة ببيته, ولكن تأتيه شخصيات من ماضيه لتقتحم عزلته ونمط حياته الأناني وتتغير حياته بعد مقابلته شقيقته وابنها سيف, ونتيجة لذلك تشهد حياته تحولا جذريا في نظرته الجامدة للحياة, كما حصلت المخرجة' سلمي الطرزي' علي جائزة من مهجان دبي السينمائي عن فيلمها التسجيلي' اللي يحب ربنا يرفع ايده' وهو الفيلم الذي قدمته عن نجوم موسيقي المهرجانات' أوكا وأرتيجا وشحتة ووزة'.