يستمر الوضع متوترًا، اليوم الخميس، فى مدينة ملكال جنوب السودان كبرى مدن ولاية أعالى النيل النفطية (شمال شرق)، حيث يستعد الجيش لشن هجوم مضاد لطرد المتمردين التابعين لرياك مشار النائب السابق لرئيس جنوب السودان. وقال المتحدث باسم الجيش فيليب أغوير، إن المدينة لاتزال مقسومة، لكن القوات الحكومية تستعد لصد المتمردين، وقال "يمكن أن نسمع إطلاق النار فى أى وقت.. جيش جنوب السودان سينهى هذه الفوضى". وأضاف أن المتمردين فى ملكال "قتلوا أشخاصًا فى المستشفى، وقتلوا أشخاصًا فى الكنيسة". ونفى المتمردون هذه الاتهامات ونسبوا بدورهم الخسائر المدنية إلى جنود حكوميين. وقال لول رواى كوانغ، المتحدث باسم وفد المتمردين الذى يحاول التفاوض على اتفاق سلام مع حكومة جوبا فى أديس أبابا "قواتنا تلقت أوامر صارمة بعدم مهاجمة غير العسكريين أو استهدافهم". وأضاف "المعلومات التى وصلتنا من قادة وشهود عيان ومصادر أخرى موثوقة، تشير إلى أن كافة المدنيين الذين قتلوا أو جرحوا أصيبوا من قبل القوات الحكومية أو حلفائهم". ويندد المتمردون منذ أسابيع خصوصًا بوجود جنود أوغنديين يقاتلون إلى جانب جيش جنوب السودان. وشنت قوات المتمردين الثلاثاء، هجومًا واسع النطاق لاستعادة ملكال منهية اتفاقًا هشًا، لوقف إطلاق النار تم التوقيع عليه بصعوبة فى أديس أبابا فى 23 يناير. وقالت مصادر مستقلة، إن شوارع مدينة ملكال التى يتقاسم السيطرة عليها جنود القوات الحكومية وقوات التمرد، مليئة بالجثث. وتدور فى جنوب السودان منذ 15 ديسمبر 2013 معارك بين الجيش النظامى الموالى للرئيس سالقا كير وقوات متمردة بقيادة رياك مشار .وخلفت المعارك آلاف القتلى ونحو 900 الف نازح. ويدور القتال من أجل السيطرة على السلطة بين الرئيس ونائب السابق الذى أقيل فى يوليو 2013. ويتهم الرئيس كير مشار بتدبير محاولة انقلاب، الأمر الذى ينفيه هذا الأخير الذى يتهم كير بالسعى إلى القضاء على أى منافس له داخل الحزب الحاكم، مع اقتراب المواعيد الانتخابية فى 2015. وأخذت الخصومة السياسية منعطفًا خطرًا، حيث يشهد النزاع مجازر أتنيا بين أكبر قبيلتين فى البلاد الدينكا، التى ينتمى إليها سالفا كير والنوير التى ينتمى إليها رياك مشار.