وصف الشاعر المصرى الكبير عبد المنعم رمضان مشاعره عقب رحيل الشاعر اللبنانى أنسى الحاج اليوم بمشاعر الضعف، وقال فى تصريحاته ل"اليوم السابع" أشعر الآن أننى ضعيف، لأن أنسى كان سماء تطمئننى بأن هناك من يستطيع مقاومة كل الإغراءات من الشهرة والمال وأشعر اليوم أننى فقدت سماء من سماواتى". وأضاف رمضان، الحاج الشاعر العربى الوحيد فى كل جيله وفى الأجيال التالية الذى لم يسع وراء جائزة ولا سفر، هرب من كل هذه الأشياء ليكتفى بالشعر الذى كان بالنسبة له رهانه الوحيد، كان بمثابة "مقامر" ديستوفسكى الذى خرج إلينا ليقامر بالشعر فلا يهمه شىء. ووصف رمضان أنسى ب"الشيطان" الذى كانت تحتاجه بحيرة الشعر ليحرك قصيدة النثر وليتقلد دور الريادة فيها بالتوازى مع توفيق صايغ ومحمد الماغوط، وأنسى كان أكثر راديكالية من الماغوط وتوفيق صائغ فعلاقته باللغة لا تقوم على المفردات الجميلة بل كان يخترع اللغة أحيانا بينما الماغوط بالقياس إلى أنسى يكاد يكون محافظا وتوفيق صائغ يكاد يكون فى المنتصف. وأشار رمضان إلى أن شعر أنسى تدرج، فقد كان على الطرف البعيد من البلاغة العربية المستقرة وأصبح فى ديوانه "الرسولة بشعرها الطويل حتى الينابيع" يكتب لغة مسيحية كاملة. وعن ذكرياته مع أنسى الحاج قال: التقيت بأنسى الحاج فى بيروت سنة 1995 فى حفل عشاء بمناسبة وجودى فى بيروت بحضور أنسى وعلوية صبح وجمانة حداد وعبده وازن ومحمد المطرود، عندما جلسنا أنا وأنسى وبدأنا نتحادث سكت الجميع وظلوا يراقبوننا وبعد أن انتهينا من حديثنا قال لى صديقى إن أحدكما يبدأ الجملة ولا يكملها والثانى يكملها، فور وجوده بدأ يقرأ من ذاكرته قصيدة لى بعنوان "أنت الوشم الباقى" أراد أن يحيينى بها وفى هذه الليلة كان أنسى الحاج يخبرنى أنه سيكتب مقالا أسبوعيا فى باب بالأخبار اللبنانية بعنوان "خواتم".