تجرى الآن عدد من منظمات المجتمع المدنى المهتمة بالشأن البيئى مشاورات فيما بينها، لإرسال مذكرة عاجلة لرئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف تطالبه بمحاسبة المسئولين عن استمرار ظاهرة السحابة السوداء للعام الحادى عشر على التوالى وتحولها إلى كابوس يحاصر القاهرة والمحافظات. الجمعيات التى تفكر جديا فى رفع المذكرة هى مركز الأرض والحق فى السكن ومؤسسة قضايا المرأة ومركز الحقوق الاقتصادية والاجتماعية ومركز هشام مبارك ومركز حابى، وهى الفكرة التى عارضتها بعض الجمعيات التى تربطها علاقات جيدة بوزارة البيئة. محمد ناجى رئيس مركز حابى للحقوق البيئية، قال لليوم السابع، نتشاور الآن مع الجمعيات المعنية لرفع المذكرة إلى رئيس الوزراء، لكن لم نتوصل بعد إلى اتفاق، مضيفا أن الوزارة اكتفت بتحذير الفلاحين من حرق قش الأرز، والتأكيد على أن الحالة مطمئنة. رغم أن السحابة غطت سماء القاهرة الكبرى خلال الأيام الماضية بسبب اشتعال حرائق قش الأرز. من جانبه، قال الدكتور أحمد عبد الوهاب أستاذ علم التلوث البيئى بجامعة بنها أن السحابة السوداء أصابت العشرات من المواطنين بالأمراض الصدرية والتنفسية، خاصة فى شهرى أكتوبر ونوفمبر، حيث تكون السحابة السوداء فى ذروتها، مضيفا أن السحابة السوداء موجودة فى القاهرة على مدار 365 يوما فى السنة، لكن لا نراها إلا فى موسم حرق المخلفات الزراعية وهى لا تزال رطبة، وأن الملوثات الناتجة عن عمليات الحرق تصيب الإنسان بالسرطان إذا تعرض لها الجهاز التنفسى بكميات مكثفة. وأشار عبد الوهاب إلى ظهور السحابة السوداء فى محافظات الشرقية والدقهلية، حيث تعتبر من أكثر المحافظات زراعة لقش الأرز. كما شهدت مدن السنبلاوين وأبو كبير والحسينية وبلبيس والمنصورة والزقازيق موجة كبيرة من الدخان الكثيف الناتج عن حرائق قش الأرز أيضا.
