قال هشام النجار الباحث الإسلامى: إن المبادرات التى أطلقت منذ بداية الأزمة إلى اليوم نوعان، إما من خارج تحالف دعم الإخوان من شخصيات فكرية وسياسية عامة وأهمها مبادرة الدكتور محمد سليم العوا والمستشار طارق البشرى ومبادرة الدكتور هشام قنديل ومؤخراً مبادرة الدكتور حسن نافعة، وهذه كلها تدخل فى نطاق محاولات الوساطة لا المبادرات، وجميعها لم تلق قبولاً لسبب جوهرى، وهو إعلانها قبل الخوض بالفعل فى إجراءاتها السرية وقبل التوصل إلى قيم مشتركة وشروط متفق عليها وخطوط عريضة للمطالب والتنازلات بين الطرفين، ويأتى إعلان الوساطة قبل هذه الخطوات السرية المهمة والتى تتم عادة فى سرية وبعيداً عن الإعلام بلا فائدة تذكر ولا مؤشرات من جميع الأطراف لقبولها، بسبب التوجس ومناخ انعدام الثقة الذى يجعل هذا الطرف وذاك يتشكك فى هدف الوساطة، فهذا يعتبرها إنقاذاً للإخوان ومحاولة لإعادتهم للمشهد السياسى، والإخوان ينظرون إليها كمحاولة لفرض الأمر الواقع عليهم وجرهم للتنازل عن جميع مطالبهم دون مقابل. وأضاف فى تصريح ل"اليوم السابع" أن نجاح أى مبادرة لابد من السرية أولاً حتى تنضج تماماً ويصل الوسطاء بالطرفين إلى منطقة وسط ومبادئ وتفاهمات مشتركة، عندها يتم الإعلان عن التفاصيل الأخيرة المتممة للاتفاق ولتأخذ الإجراءات الأخيرة فى التصالح حظها فى الإعلام والعرض على الرأى العام. وأشار إلى أن النوع الآخر من المبادرات هو رغبة من الأحزاب والقوى المتحالفة مع الإخوان فى الخروج بما يحفظ ماء الوجه ويعفيها من بعض المسئولية عن الأحداث الأخيرة بعد أن تيقنت من خطأ استمرار هذا التحالف فى ظل استمرار الإخوان فى مخاصمة الواقع والتصعيد بمطالب مستحيلة التحقق وغير واقعية فى هذا المرحلة، مما يعرض الجميع للعزلة السياسية والجماهيرية والخروج تماماً من المشهد خلف الإخوان، لافتا إلى أنها محاولات لا قيمة لها ما دامت لا تحمل بصمة وتوقيع الإخوان. وأوضح النجار أن التحالف اليوم أشبه بعربة محطمة مرتبكة متخبطة بقيادة الإخوان الذين يرفضون أصوات معاونيهم ومساعديهم من حلفائهم للتوقف والإبطاء ومراجعة الأخطاء ومراعاة حقوق ومطالب الآخرين فى الطريق، إلا أن الإخوان يصرون على الاستمرار بنفس السرعة الجامحة متوهمين أنهم الوحيدون فى المشهد، وهذا يقود التحالف نحو المجهول ولن يؤذى سوى المشاركين فيه خاصة بعد حجم الدماء والعنف فى الشارع وبعد أن انطلق قطار العملية السياسية، لذلك تسعى الأحزاب المتحالفة مع الإخوان للنزول من العربة وركوب القطار.