سيناء الحل السحرى

دائما ما يتم الحديث عن مشروع تنمية محور قناة السويس كمشروع قومى لتطوير القناة وعمل تنمية مستدامة لمنطقة القناة وتقديم العديد من الخدمات اللوجستية للسفن العابرة بطول 170 كيلو وما يمكن أن يتبعها من صناعات جديدة وفتح سبل استثمار متطورة تتلائم مع موقع القناة بصفة خاصة وموقع مصر بصفه عامة.
ولكن أين الضفة الشرقية للقناة بالعمق الاستراتيجى لها داخل سيناء من هذا المشروع، بمعنى اخر لماذا لا يتم النظر لمشروع تطوير قناة السويس على أنه جزء هام وفعال واستراتيجى لتنمية وتطوير التعامل مع شبه جزيرة سيناء بصفة عامة، أما آن الآوان أن ننظر لمنطقة شبه جزيرة سيناء بنظرة جديدة ومختلفة عما سبق.
هل يمكن أن يكون تطوير قناة السويس هو خطوة أولى وهامة على طريق الاستغلال الأمثل لسيناء.
إن زيادة الحركة التجارية والصناعية بالقناة يمكن أن يعود بطريقة مباشرة وسريعة لزيادة وتطوير منظومة السياحة داخل سيناء بشكل عام، سواء كسياحة دينية وسياحة شاطئية، وسياحه علاجية.
ولا أعنى هنا ما شاهدناه ولا زلنا نتعامل معه داخل سيناء من خلال مجموعة قرى سياحية، وفنادق متنوعة موزعة بداية من منطقة رأس سدر، مرورا بنوبيع وطابا وصولا إلى شرم الشيخ بالإضافه إلى منطقة سانت كاترين.
فقد أكد العديد من المتخصصين أن سيناء يمكن أن تدر دخلا سياحيا يفوق مئات المرات ما تحصل منها خلال الأعوام السابقة، وذلك بالطبع بخلاف الثروات المعدنية والبترول، والثروات الزراعية فى الشمال والنباتات العطرية والطبية بمنطقة سانت كاترين ذات الطابع الآثرى أيضا، والتى لم تر مشاريع حقيقية لتفعيل الاستثمار السياحى لمنطقة من أجمل وأقدم مناطق العالم.
بمعنى أعم وأشمل، إن سيناء لديها كل المقومات التجارية والصناعية والزراعية والسياحية، لتوفير مجتمع متحضر عالمى جديد لاستيعاب الملايين من فرص العمل والاستثمارات السريعة الأجل بالإضافة إلى تطوير محور القناة على التوازى .
ويمكن خلال سنوات قليلة خلق مجتمعات عمرانية حديثة متطورة وبطريقة غير مباشرة لسحب العديد من الكثافات السكانية فى الصعيد والدلتا والقاهرة بفرص عمل حقيقة ذات دخول مرتفعة لجذب الشباب الباحث عن مستقبل أفضل وبديلا عن السفر للخليج أو الهجرة للخارج.
وما يتبع ذلك أيضا من إمكانية التحرك لإحداث تطوير حضارى للعاصمة، والمحافظات بعد جذب القوى العاملة لسيناء كخطوة أولى يتبعها أيضا تطوير لصحراء مصر الشرقية بامتداها كالظهير الصحرواى لصعيد مصر.
كنا نريد يوما لمشروع قناة السويس نجاحا حقيقيا يأتى بزيادات حقيقية فى الدخل القومى وعمل نقلة نوعية كبيرة للاقتصاد المصرى فلابد من ربط سيناء بهذا المشروع ربطا فعالا حقيقيًا.
بداية، نحتاج إدراة محترفة، ووطنية لهذا المشروع تقوم بتوفير البنية الأساسية من طرق ومطارات وأنفاق جديدة، وكبارى (خلاف نفق أحمد حمدى جنوبا، وكوبرى السلام شرقا).
نحتاج استثمارات فعالة بمشاريع تعمتد على تفعيل الاستفادة من كل مقومات البيئة السيناوية سياحيا ومعدنيا وزراعيا، وبالتالى تجاريا واقتصاديا.
مشكلتنا يا سادة تتركز فى الإدارة، لأننا بالفعل نملك أقوى وأقدم حضارة، ولكننا للأسف لسنا فى الصدارة.