أدان حزب المصريين الأحرار بالإسكندرية ما يحدث من حالات التعدى السافر على تراث المدينة العريقة، والتى زادت حدتها فى الآونة الأخيرة بهدم جزئى لفيلا جوستاف أجيون الكائنة بشارع سوارس سابقا منشا حالياً بمنطقة محرم بك بوسط الإسكندرية والتى صممها المعمارى الفرنسى الشهير أوجست بيريه الذى يعتبر أحد رواد مجال البناء الخرسانى، والذى تعتبر أعماله منذ عام 2005 على قوائم منظمة اليونسكو للتراث العالمى واتخذت من أحد مبانيه المُعاد إنشاؤها بعد الحرب العالمية الثانية فى لوهافر بفرنسا موقعا للتراث العالمى. وأشار الحزب فى بيانة الصادر اليوم، إلى أن فيلا جوستاف أجيون ليست وحدها المهددة بالهدم، حيث على مقربة منها، يقع قصر لورانس داريل فى نفس الشارع بمنطقة محرم بك وهو مهدد أيضاً بالهدم، ويعتبر لورانس دوريل أحد أشهر الروائيين البريطانيين فى العصر الحديث والذى تعتبر رباعيته عن مدينة الإسكندرية هى المرجع الروائى الأول عن المدينة التى لم تتكون لها صورة روائية قبل رباعيته (جوستين _بلتازار_ ماونت أويف _ كليا). وأشار البيان إلى أن تاريخ المدينة العريق الذى يرجع إلى عام 331 ق.م حيث أمر الإسكندر الأكبر كبير معمارييه دينوقراطيس بوضع تصاميم بناء المدينة التى قدر لها أن تصبح أحد أهم المدن فى التاريخ الإنسانى، حيث توالت عليها بعد ذلك حضارات مختلفة بدءا بالإغريق فالرومان فالعرب إلى أن تحولت المدينة بعد ذلك لتعتبر من أحد المراجع الحديثة فى العالم لفحص فكرة تعدد الثقافات واللغات باعتبارها مدينة كوزموبوليتانية والتى بلغت ذروتها فى نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين فى تلك الفترة امتلأت الإسكندرية بالجنسيات الأجنبية والعربية وحدث التفاعل بينهما فكانت هناك إسكندرية الطلاينة وإسكندرية الشوام وإسكندرية الجريج وإسكندرية المغاربة وإسكندرية الإنجليز وبالطبع قبل كل هؤلاء إسكندرية المصريين. واستنكر الحزب ما قامت به وزارة الإسكان، حيث نشرت قرارات تباعاً بحذف العديد من المبانى من سجل المبانى التراثية بمدينة الإسكندرية. وأعلن حزب المصريين الأحرار بالإسكندرية استنكاره الشديد لأعمال التعدى على التراث، والتى قد تودى بما تبقى من تاريخ هذه المدينة العريقة وناشد الحزب ضمير كل من يهمه الأمر، متسائلا، أبهذا تتعامل الأمم مع تراثها؟! هل تكرم الآثار أم تهدم؟!