قال الفقيه الدستورى الدكتور يحيى الجمل، إن جيش مصر وطنى يتكون من خيرة أبناء الشعب، رفض التوريث وأعلن لمبارك أنه لن يطلق رصاصة على أى مواطن مصرى، كما أعلنها للسادات من قبل. جاء ذلك خلال اللقاء الفكرى الذى عقُد أمس ل"الجمل" فى القاعة الرئيسية بمعرض الكتاب، والذى أدارة الإعلامى الكبير محمد الخولى، وقال خلاله "الجمل": "لقد عاشرت عبد الناصر والسادات ومبارك، ولم أحب المنصب التفيذى، ولكن حبى الدائم كان للعمل الجامعى، وعندما سُئلت عن وظيفتى قلت إننى خوجة فى مدرسة الحقوق. يكفى أنى أقابل تلاميذى فى دول عربية. فالجامعة والأستاذية هى المكان الذى يكرمنا دائما". وأضاف "الجمل" لقد توليت نائب رئيس وزراء بعد 25 يناير والسبب الرئيسى فى إصرار المشير محمد حسين طنطاوى أن أتولى ذلك المنصب، أننى كنت ضد التوريث صراحةً. وقد كتبت خطاباً لمبارك قلت له ابنك لا قبول له، يمشى فى الأرض مرحاً كأى مختار فخور. ونشرت هذا المقال فى إحدى الصحف. وأكد "الجمل" أن الجيش كان ضد التوريث، وعندما طلب اللواء الراحل عمر سليمان من "طنطاوى" التدخل لحل الأزمة فى 25 يناير 2011، كان رده أن الجيش لن يطلق رصاصة واحدة على أى مواطن مصرى، فشعر «مبارك» بأنها النهاية، وتخلّى عن الحكم، متابعًا أن القوات المسلحة مؤسسة وطنية عاشقة لتراب البلد. وأضاف "الجمل" بأن الجيش منذ عرابى ملك للشعب، وتذكرون السادات وما أطلق علية انتفاضة الحرامية وأطلقنا عليه ثورة الجياع، قال السادات للجمصى حينها شوفو لكم حل فرد الجمصى لن نطلق رصاصة واحدة على مواطن مصرى. كما أشاد "الجمل" بالفريق السيسى وقال بأنه الرجل الأمثل لحكم مصر فى تلك الفترة، وقال عندما حلفت اليمين أمام طنطاوى، قال لى إن السيسى هو الابن البكرى لى، وأوضح "الجمل" أن للسيسى كاريزما عبد الناصر ودهاء السادات، مضيفاً بأن مشاكل مصر عاتية وحلها ليس سهلاً. وعن الدكتور حازم الببلاوى، رئيس الوزراء الحالى، أوضح «الجمل» أنه اقتصادى جيد، ورجل ناجح، إلا أن مصر الآن تعانى مشكلات عاتية ومتشعبة وتواجه صراعا حقيقيا. وأضاف "الجمل" أن مصر دولة عريقة عاصرت التاريخ الإنسانى، ولن تنكسر، بعد 30 يونيه، السعودية قالت بأننا نؤيد ثورة مصر، وهذا دفعنى لكتابة مقالات فى الأهرام "العروبة حقيقة". وعن الدستور قال "الجمل"، إن دستور الإخوان أطلقت عليه "دستور غير دستور"، وما بنى على الباطل فهو باطل، وأن دستور 71 عندما أدخل عليه مبارك تعديلات، أطلقت عليه خطايا دستورية، ولكن إذا حذفنا منه تعديلات مبارك هو جيد، أما الدستور الجديد هو أكثر من جيد، حيث بذل فيه عمرو موسى مجهوداً كبيراً. وأضاف "الجمل" أن لجنة صياغة الدستور ضمت عشرة مختصين، وكثير من تلامذتى كانوا فى لجنة الخمسين، وأن الدستور فى جملته جيد لكن به نصوص لاصلة لها بالدستور، لكنه فى جملته هو دستور توافقى، ولا أجد فى النصوص افتراء ومثل هذه النصوص موجودة فى فرنسا. وأكد "الجمل" أن أمن مصر كان ومازال معرضا للخطر، ولاتتوقعوا أن تُحل المشاكل غدا، فالمشاكل عاتية تتطلب أن نتكاتف جميعا، كل مواطن مصرى مطالب بأن يؤدى دورة على أكمل وجه. واستشهد "الجمل" بكلمة لملك السعودية خلال لقاء جمعه مع بعض الشخصيات المهمة، حيث قال الملك فيصل "ديروا بالكوا مصر لاتطيح، إذا مصر طاحت طحنا جميعا"، وهذا هو الذى حدث أيام العز فى مصر كانت أيام عز للعرب جميعا. وأشار "الجمل" إلى أن ترحيب إسرائيل وأمريكا بالإخوان لأنه حكم خائن، كما أشار إلى الشاعر السورى نزار قبانى عندما كتب قصيدة "هوامش على دفتر النكسة"، وكانت قاسية على الرئيس جمال عبد الناصر حسب تعبيره، وعندما أراد"قبانى" أن يحصل على تأشيرة لمصر فوجئ نزار بأنه ممنوع من دخول مصر، وعندما أخبر أم كلثوم حدثت عبد الناصر الذى فوجئ هو أيضاً بمنعه. وعندما سأل عن السبب قيل له ألم تر القصيدة التى كتبها عن النكسة؟ فقال عبد الناصر لقد تمزقنا نحن الرجال العاديين من جراء النكسة فما بالكم بشاعر. وأمر بفك الحظر وطلب مقابلة نزار عندما يأت لمصر. وقال الجمل هذا هو ناصر الذى ادعى الكثير ديكتاتوريته. وأوضح "الجمل" أنه ترك حزب التجمع لأن مطبخ الحزب من الداخل أصبح ماركسيا، وأنا لست كذلك. وقد ذكرت ذلك فى أحد حوارتى مع مكرم محمد أحمد، كما دخلت انتخابات مجلس الشعب مستقلاً ولم أكن يوما ما عضواً بالحزب الوطنى. وأضاف أن حسنى مبارك فكر يوما أن يعيننى رئيسا لمجلس الشعب، وعندما سئُلت فى أحد الحوارات عن الحزب الوطنى، قلت بأن الحزب الوطنى ما خُير بين أمرين إلا واختار أسوأهم، وكانت مانشيت رئيسى فى الأهرام مع الإعلامى سيد على، فغضب مبارك منى ورفض أن أتولى ذلك المنصب.