أكد عدد من المترجمين على وجود العديد من التحديات التى تواجه الترجمة من وإلى اللغة العربية، جاء ذلك خلال اللقاء الذى عقد، أمس، بالمائدة المستديرة تحت عنوان "التعددية اللغوية والثقافية فى الترجمات العربية" بمعرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته ال45، شارك فى اللقاء الشاعر والمترجم رفعت سلام، والمترجم مصطفى محمود والمترجمة نجوى السودة وأدارت اللقاء الدكتورة سهير المصادفة. وأشارت "المصادفة" إلى أن الترجمة تؤدى إلى تعدد مستويات اللغة فى الترجمة، وأوضحت بأن منظمة اليونسكو تحتفل هذا اليوم باللغة العربية كواحدة من أهم اللغات فى العالم العربى. موضحة بأن الترجمة هى التى تصنع تعددية لغوية وثقافية فى اللغة المترجم إليها. كما دعت المنصة للحديث عن الفروق الجوهرية بين الترجمات العربية فى المشرق العربى والترجمات المختلفة التى أدت إلى فروق فى القصيدة العربية منذ أوائل القرن العشرين. وتساءلت "المصادفة" وهل كانت الترجمة مع إثراء وتطوير اللغة العربية ومد يد العون لها لكى تتحرر من بعض المناطق والعبارات الميتة؟ كما أشارات إلى اعترف الكاتب وليم شكسبير بأنه مدين لألف ليلة وليلة بالواقعية السحرية. وقال الشاعر والمترجم رفعت سلام، الترجمة هى نقل للثقافة الأخرى إن أى عمل أدبى لا ينفصل عن ثقافته الأصلية، وأشار إلى أن هيردوت قدم الثقافة المصرية لليونانين. وأكد "سلام" أننا ننقل عملا ثقافيا من لغة لأخرى، نمثل ونجسد بهذه الثقافة العمل المترجم ونتعرف بها ونرى ماذا سوف نستفيد منها. وأوضح أن الكثير من المعاهد الأكاديمية فى الغرب لها الفضل فى اكتشاف مخطوطتنا قبل أن نتنبه إليها، وبالتالى ما أكثر الأعمال الأدبية والدواوين والمخطوطات التى قدموها إلينا منشورة بالعربية بعد أن كانت تائهة. وأوضح "سلام" أنه لأول مرة يتعرف المجتمع المصرى والعربى عموما على أن هناك دستورا يعقد بين الحاكم والمحكوميين، وأشار إلى أنه إذا كانت الترجمة بدأت برفاعة الطهطاوى فقد توسعت فى القرنين الماضيين. وأضاف بأنه أصبح لدينا بكل جامعة أقسام إنجليزية وفرنسية وألمانية وغيرها. حينما تنتقل ثقافة إلى أخرى ويحدث هناك تفاعل ما بين ثقافيتن، فليس هناك ما يسمى احتلال ثقاقى. نحن الذين نحدد لأنفسنا مدى احتياجنا من ثقافة الآخر. وأشار "سلام" إلى أننا الآن يمكننا أن نعرف فى العالم بقدر ما نمتلك من ثقاقة. كما تحدث عن البعد الأدبى وقال، إن التفاعل هذا أدى إلى النهوض العام بالترجمة. وأضاف بأن أمير الشعراء أحمد شوقى وحافظ إبراهيم عندما أرادا كتابة الشعر كان النموذخ الخاص بهم المتنى وأبو تمام. وأشار إلى أن الجيل الثانى من الشعراء كان أكثر علاقة بالثقافة الأوربية ويقرأ بها، فاختلف ما كتبوه عن ذلك الذى كتبه أحمد شوقى. مؤكداً أن الاحتكاك الوحيد كان من خلال المسرح الشعرى. لكنه فى الوقت نفسه حافظ على بنية الإيقاع لذلك المسرح الشعرى. وأوضح "سلام" أننا فى النهاية كسبنا فننا جديدً لم يكن موجودا فى الوطن العربى وهو المسرح الشعرى، وأضاف بأن مدرسة أبولو غيرت شكل القصيدة لأنها غيرت مكانة الشعر فى العالم. حيث رأى الشعراء أن المدارس الشعرية الاوربية تجعل الشاعر ورؤيته للعالم أساس الوصف. وأشار إلى أنناعندما نذهب عند هذه المدارس ونتذكر قصيدة الأطلال لإبراهيم ناجى نجد أنه للمرة الأولى يتم التعبير داخل الشعر عن المشاعر والأحاسيس، كما نشعر بالنقلة الكبرى فى الشعر العربى فى الخمسينات، فهذا جيل جديد اطلع على شعر جديد، وهو ما يسمى، بالشعر الحر"، وبالتالى هذا الجيل الذى ظهر مع ما يسمى بثورات التحرر العربى سواء فى اليمن أو العراق استطاع أن يكتب لنا قصيدة جديدة. وأشار"سلام" إلى أن الخريطة الشعرية العربية أصبحت متوزية مع ما يكتب فى أوروبا وأمريكا بحكم الاتصال بين الدول. وهذا ما يجعل شعراءنا متعاصرين مع ما يُكتب فى الغرب. وأوضح "سلام" أن الخوف المرعب لدى المترجمين وبعض المؤسات من وجود فقرة مزعجة فى الكتب، وبالتالى يمكن حذفها يعُد تعبيراً عن هشاشتنا ومنن هنا قمنا بتشويه الجانب المعرفى. ومن جانب آخر قال المترجم مصطفى محمود، يهمنى الحديث عما إذا كنا فى أزمة مجتمعية ثقافية وحضارية، موضحاً بأنه لا يوجد مخرج من هذه الأزمات سوى اللجوء إلى الترجمة. وأشار"مصطفى محمود" إلى أن من يساعدنا على الخروج من الأزمة يوفر لنا كل السبل هو التقدم التكنولوجى الذى حدث فى وسائل الاتصال. كما أوضح بأن المترجمين قديماً عانوا فى الوصول للمراجع فى المجلدات والكتب الصفراء ولكن الأمر اختلف مع ضغة زر. مؤكداً أن الترجمة كان لها دور على مر التاريخ فى إثراء الثقافة العربية بدءاً من العرب الذين حرصوا على ترجمة الآداب الإعريقية، واستفاد منه الغرب. بالتالى يظهر للترجمة دور لا يُتسهان به فى ازدهار الثقافة وما وصل له العرب من تقدم. وأضاف "مصطفى محمود" أن الترجمة سوف تساهم فى إثراء اللغة العربية إذا قبلنا بدخول مفردات جديدة، مؤكداً على تأييده عملية الترجمة من الشرق، ولكنى أرى انها سوف تركز على الروحانيات، والتى أبخسها، ولكنى أرى أن الترجمة العليمة ضرورية، وتُطلق على ترجمة فلسفة العلم من هنا تتولد طريقة جديدة نطور بها نفسنا. موضحاً بأننا نحن بحاجة للترجمة التى تنقل لنا روح العلم. كما أكد على أننا نحن نخشىا التفكير بشكل علمى لأننا نخشى النتائج التى سوف يقودنا إليها العلم. كما أشار إلى حقوق الملكية الفكرية والقيود التى وضعها العالم العربى، حيث توجد كتب كثيرة تم رفضها لأن دار النشر رفضت ترجمتها إلا بعد دفع مقابل للناشر الأجنبى حق الترجمة. وأوضح بأن الثقافة تراث يُعامل معاملة التراث الإنسانى، وحقنا ألا تكون هناك قيود ملكية فكرية ضد الثقافة العربية لأنه يتم استغلالها بسوء. وفى سياق متصل أشارت المترجمة نجوى السودة، إلى أن الترجمة مرآة الشعوب على مختلف العصور، موضحة بأنها ازدهرت فى العصر العباسى بسبب ازدها اللغة العربية. وأن اللغة العربية الأن أصبحت بلا هوية. وأوضحت"السودة" بأن لدينا جيل الشاب لاينتمى للغة العربية. يقوك بكتابة الغة العربية بحروف لاتينية.