من ينكر أهمية أن يحصل فريق كرة قدم على ضربة جزاء فى إحدى المباريات الهامة، فوحدها كفيلة أن تقلب الموازين من الخسارة إلى التعادل أو الفوز أو على الأقل تقليل الفارق بين الفريقين، وهذا بالضبط ينطبق على المباريات السياسية التى تقام فى بلدنا، الحبيب الفترة الحالية فكل الفرق المشاركة نالت من ضربات الجزاء الكثير، فمنهم من استغلها وسجل ومنهم من أهدرها. الفريق الأول "الإخوان": فبعد ثمانين عامًا من اللعب تارة مهزوم وأخرى متعادل أو حتى فائز بتواطؤ ومباركة الفريق المنافس، لعب مباراته النهائية حين وصل للحكم وتصور بأن اللعبة قد انتهت وبغطرسة وتعالى توهم أن المباراة فى متناوله فأهدر أهم ضربة جزاء فى تاريخه، وتوالت أخطاؤه حتى طُرد العديد من أفراده، وتبين أنه بعد ثمانين عامًا من اللعب لم يكتسب المهارة والخبرة الكافية، ليسجل ويفوز. والأهم من ذلك هو أنه لم يلعب وهو حامل علم بلده، لم يكن لديه من الوطنية والانتماء ما يؤهله للفوز، وعلى الرغم من أنه يلعب فى الوقت بدل الضائع لازال يهدر من ضربات الجزاء التى يمكن أن تحفظ ما تبقى من ماء وجهه. الفريق الثانى "النخبة": غالبًا ما يخرج من جميع المباريات متعادل، بالرغم من كثرة نجومه إلا أنه دائمًا ما يلعب بتشكيلة خاطئة تضعف من قوته فضلا عن الفردية والأنانية التى تنتاب لاعبيه واعتماده على الخبرة دون النظر إلى العنصر الشاب، فقد حصل الفريق على فرصة هامه فى شوط يناير، لكنه لم يستغلها وأخرى فى شوط يونيه وكسابقتها بسبب سلبية الأداء والدفاع المستمر الضعيف بدلا من شد الهمة وأخذ موقف هجومى جاد يصب فى مصلحته ومصلحة جمهوره، حتى بات الجمهور لا يعلق أى آمالا عليه فدائمًا ما يخذله. الفريق الثالث "الشرطة": بعدما مُنى بهزيمة مدوية فى الشوط الأول بسبب المنهج الفاشل والخطط الخاطئة فى اللعب إلا أنه استغل ضربة الجزاء السياسية التى نالها فى الشوط الثانى بسبب خطأ فادح من الفريق المنافس واجتهاده للرجوع فى المباراة والتغيير فى طريقة لعبه، فعدّل النتيجة بل وتقدم بها على منافسيه وجدد الثقة بينه وبين جماهيره وتعافى مجددًا ولكن يجب عليه الحرص، فهناك بعض الأخطاء الفردية الكفيلة بتشويه الأداء الجماعى للفريق التى يجب تلافيها، وأن يلعب دائمًا لصالح جمهوره، لأنه أول من سيحاسبه إذا أخطأ فى حقه أو تخاذل. الفريق الرابع "الجيش": بالرغم من أنه الفريق البكر لهذا الوطن لم يكن أبدًا فريقًا أساسيًا أو منافسًا فى لعبتنا المحلية، لكن باقى الفرق هى من أصرت أن يكون طرفًا، وعلى الرغم من ذلك دائمًا ما يسجل العديد من الأهداف ويستغل كل ضربة جزاء تسنح له ليس لمهارة لاعبيه أو خبرتهم فقط، ولكن للروح الوطنية التى يتحلى بها لاعبيه والولاء التام لجماهيره الغفيرة والإخلاص الشديد لفريقه ووطنه واتخاذه من اللعب النظيف مبدأ فى كل مبارياته، فهو الفريق الوحيد الذى يضم لاعبين من كافة الأطياف دون تفرقة. الفريق الأخير هو "الشعب": هو الفريق الأقوى فى هذه اللعبة هو الجمهور وفى نفس الوقت هو المراقب والحكم هو الفريق الغير قابل للهزيمة وهو من بيده مقاليد اللعبة كاملة من ينافسه خاسر ومن يغالبه مهزوم، للطغيان كاسر وأمره بيده محسوم، بعض الأوقات يمرض لكن لا يموت، يخرج من الشدة قوى ويعود بعد الشيبة صبى، على الكل أن يلعب لرضاه وعلى الجميع أن يحقق له مبتغاه وإلا فهم الخاسرون.