ما أجمل الإنسان الذى يتألم ولا يتكلم ويبكى ولا يصرخ ويحب ولا يخدع، فعندما يتحدث الصمت ويصرخ ما بداخله من أوجاع فصمتى لا يعنى جهلى بما يدور حولى، لكن ما يدور حولى لا يستحق الكلام فهنا مكثت بعض الوقت. كتبت فيه لكم وكتبت لنفسى وهنا نزف القلم من طعنة الألم فأحيانًا يكون الصمت أبلغ من أى كلام، ويكون مناسب للأحداث التى تمر علينا وأحيانًا يكون الصمت عجز وخيبة وسوء تصرف وغير مناسب للحدث والعيب ليس فى الصمت العيب فى الأشخاص الذين أضاعوا الفرص تحت أى مبررات خائبة مثلهم بقصد أو بدون قصد، وأحيانًا يكون الصمت موافقة فى المناسبات السعيدة، مثلاً أو شيطان أخرس فى وقت نطلب فيه شهادته فيلتزم الصمت عن الحقيقة، فالصمت فى حياتنا ليس كائن يتكلم، ولكنه يعبر ومن يستخدمه سلاحًا له فهو المسئول الوحيد الذى يستطيع أن يحوله لخير أو لشر فماذا تفعل لو كان طبعك...الصمت عن الألم؟ يقال أن الصمت أبلغ لغات الكلام. ويقال أن الكلام من فضة والسكوت من ذهب. قيل الكثير عن الصمت والكثير منا يعانون من الصمت. ولكن ماذا تفعل عزيزى القارئ إذا كان الصمت طبعك عند الحزن ؟ فعندما يسئ إليك عزيز لديك بكلمة أو تصرف فحليفك الصمت وتتجمد الحروف على شفتيك وتتحجر الدموع فى عينيك. ماذا تفعل؟ إذا تجاهل هذا الشخص ألمك وتناسى إساءته. وتابع حياته معك وكأن شيئًا لم يكن والصمت طبعك والألم بداخلك يقتلك. ماذا تفعل؟ إذا تجاهلك عزيز لديك وألتفت إلى أولويات واهتمامات اَخرى وابتعد عنك وأنت تركض خلفه ويستمر باهتماماته الأخرى فتتركه وتبقى مع ذكرياتك يعود إليك معاتبًا متهمًا إياك بالبرود والابتعاد عنه وأنت بصمتك لا تستطيع أن تقول له أنه المخطئ وترد على اتهاماته وتبقى مع ألمك الداخلى لا تستطيع حتى أن ترتشف قطرة الماء تشعر أن كل شىء فيك قد تجمد. ماذا تفعل؟ إذا تعلقت بإنسان وشعرت أنك بوجوده معك قد ملكت العالم بيديك، واختفى من حياتك وهو يعرف أنه بتصرفه سيقتلك قلقا وخوفًا عليه. ويتركك تنهار وتنهار وتتحطم ويعود إليك معاتبًا متسائلاً، لماذا تغيرت؟ وأنت تقف حائرًا وتشعر أن جميع حروف الهجاء، قد اختفت من ذاكرتك فالصمت طبعك. ماذا تفعل؟ عندما تهرب بصمتك ممن أساء إليك لتبكى بمفردك وتبكى، وعليك أن تظهر أمام الناس بأنك سعيد وقوى ومرح متفائل ماذا تفعل؟ عندما تشعر بأن قلبك أصبح أضعف من أن يحتمل المزيد من الألم ممن حولك وأنت لا تعرف أن تتكلم عند الحزن والغضب ولا تعرف أن تلوم أو تعاتب.