الانتهازية ظاهرة تفسد قيم وسلوكيات المجتمع، وأصبحت قاسما مشتركا فى كثير من معاملات الجيران، ومبعث لإفساد العلاقة بينهم، حاول اليوم السابع رصدها وأسبابها وصورها وطرق التعامل معها. تشير الدكتورة أمينة محمود استشارى العلاقات الأسرية، إلى أن سلوكيات المجتمع اختلفت عن زمان، وساءت الطبائع وسادت فيها الانتهازية، لتصبح مرض اجتماعى شائع فى سلوك معظم الأفراد. وترصد الدكتورة أمينة ملامح الشخص الانتهازى قائلة "إنه إنسان يبحث عن تحقيق مصالحة على حساب الآخرين، ويسبب لهم أضرارا، ويتمتع صاحب هذه الشخصية بالذكاء والحنكة والمرونة العالية. صور انتهازية الجيران كثير من الجيران يستهويهم "السلف"، وتكون مصدر "عكننة" يومية بالنسبة لك، سلف "بصل" لأنها "اتزنقت" فيه أثناء الطبخ، أو ملح، وشوية فلفل..إلخ . وهناك جارة أكثر جرأة وتطلب منك طقم ملابس معين تريد أن تذهب به إلى عيد ميلاد صديقتها مثلا، وقد يصل الأمر فى بعض الأحيان إلى سلف أجهزة منزلية مثل المكنسة الكهربائية والخلاط أو مضرب البيض لزوم عمل الكيك للضيوف الذين حضروا بدون موعد. حق الجار على جاره وتوضح الدكتورة أمينة، أن للجار على جاره حقوقا وكذلك واجبات، فإن التزم بما عليه كان حقا على الآخر أن يكون محلا لتلك التصرفات الطيبة، ولكن إذا كان من النوع الاستغلالى الانتهازى، فلا يجب أن نطالبه بأن يتغير، أو نثير المشاكل معه بسبب تصرفاته، بل إنه من الأحرى أن نكيف طريقة تعاملاتنا مع سلوكه. وتضيف الدكتورة أمينة إذا كان من المستطاع تقديم الخدمة للجار دون أى أضرار، فلتكن تلك الخطوة من باب حسن معاشرة الجار، ولكن إذا كان هذا الاستغلال يتسبب فى وقوع أضرار، فإن غلق هذا الباب من بادئ الأمر هو من حسن التصرف، كما يجب على الإنسان الحكيم أن يرفض تقديم الخدمة ولكن بأسلوب دبلوماسى دون الاصطدام بالطرف الآخر، وبتكرار عدم تقديم الخدمة، فسوف يمل الجار، ولكن للأسف بعد وقت طويل.
