عُرس غير كل الأعراس، فالعروسة مصر أم الدنيا والعريس دستورها الذى تُزف إليه .. أفراح فى كل مكان فيه لجنة انتخابية البسمة تعلو الوجوه، الضحكة من القلب، رقص وزمر، قفشات هنا وهناك، وكأن الناخبين والناخبات ينتظرون دورهم فى الصف فى الشمس والبرد ليس للحصول على شئ أو لينالوا جائزة ما، وإنما لإعطاء َصوت مجرد علامة توضع على ورقة قد تكون بالشئ الذى لا يذكر، ولكنها فى مضمونها تعنى ، لكثير تعنى مستقبل واعد نحلم به ودفع عجلة التنمية للأمام، تعنى أنه لا سيادة فوق سيادة الشعب ولا وصاية لأحد عليه مهما كان منذ الصباح والإقبال يتزايد أمام اللجان ووجود عدد كبير من النساء مؤشر على درجة وعى المرأة وعلى مدى إحساسها بالمسئولية. واستكمالا لدورها فى صنع التاريخ، تصميم واضح وبارز على فعالية المرأة فى المشاركة، وعلى ضرب المَثل فى رسم مستقبل يكون لها فيه نصيب كبير ومؤثر أيضًا، أما الشباب من الرجال فحدّث بلا حرج قِلة قليلة وغير ملموسة شىء يلفت الانتباه إلى تلك الفئة من الشعب إلى الشباب الذى نام أو جلس أمام شاشات الكمبيوتر أو فى النوادى أو على المقاهى أو هنا. وهناك ليس ما يهمنا أين هم ولكن ما يهمنا لِم هم هكذا وأين هم من صناعة المستقبل، أين هم من تحمل المسئولية؟ أمَا آن الآوان ليكونوا على قدر من المسئولية؟ أم سيطول الانتظار ويظلون إلى الأبد رعية متى ستستريح المرأة وترجع إلى مكانتها من ضمن الرعية. نزول المرأة بهذه الصورة يحمل أكثر من رسالة موجهة إلى كل مسئول أن يهتم بها وبدورها فى الحياة عامة، وبالحياة السياسية خاصة، أيضًا عزوف الكثير من الشباب عن النزول يدق ناقوس الخطر، لكى ينتبه الجميع لهذه الفئة التى يعمل الجميع من أجلها سواء فى داخل الأسرة أو فى المجتمع فمن أجلهم قامت الثورات. واستشهد الشهداء ولا أمل ولا مستقبل لأمة من غير شبابها، ومن المُخزى أنه مَن سُن مِن أجله الدستور لم ينزل ليشارك برأيه فيه. هل كانت إشارة اعتراضية على الدستور؟ وإن كانت كذلك فليس الصمت هو مايغير الأشياء وإنما المشاركة الفعالة، والدستور مع الوقت سيتغير المواد التى لا تتماشى مع الواقع فهو ليس قرآن مُنزّل، هل هذا الشباب مُغيب أم تم التأثير عليه ولعبت قوى سياسية بعقولِهم وجعلتهم تحت تأثيرها، وإن كنت أنوُء بِهم من هذا لإنهم خِيرة الشباب وحلم المستقبل، والأمل معقود عليهم فى أن يغيروا التاريخ ويصنعوا حضارة ليس بالقيام بالثورات فقط، وإنما باستكمالها وترسيخ الدستور والعمل على دفع عجلة الإنتاج، تلك أحلامنا أحلام بسيطة وليست مستحيلة نتمنى تحقيقها فى يوم عُرسها.