وافق يا سيسى

خرجت الملايين فى كل ربوع مصر تعلنها ساحقة ماحقة نعم للدستور، الجميع يهلل، الجميع يعيش موجة من السعادة الطاغية الشيوخ، والشباب والصغار يرقصون فى لجان الانتخابات فرحين بذلك العُرس القومى الذى كنا ننتظره بفارغ الصبر، الفيديوهات التى يتم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعى شىء لا يصدقه عقل.
تسلم الأيادى لم تعد مجرد أنشودة اجتمع على غنائها المصريون، لقد كانوا يرقصون عليها اليوم فى كل مكان، الجميع أرادها أن تكون بداية واضحة لعهد جديد، عهد الحرية التى كدنا أن نفتقدها فى ظل الطوفان الإخوانى الذى أجهش على أنفاسنا خلال العام الماضي.
اللافت للنظر أن نساء مصر أبهرن العالم بتنفيذ نداء السيسى الأخير ونزلن الاستفتاء ليس فقط للموافقة بنعم لكن كى يناشدن السيسى بالموافقة على قيادة دفة الأمور خلال الفترة القادمة، الأمر لم يعد قابل للنقاش فمعروف أن قرارات المرأة المصرية واجبة النفاذ والفريق السيسى المقبل من المؤسسة العسكرية أصبح فى وضع لا يحسد عليه فملايين الشعب المصرى التى احتشدت فى كل الميادين يوم 30 يونيو الماضى خرجت من أجله واليوم تكرر نفس المشهد موقعًا بالأسماء، الكل يريد ذلك الجندى بالذات، الجميع يطالب السيسى الذى اجتمع المصريون على حبه بطريقة هستيرية أن يوافق على التنازل عن زيه العسكرى ويقبل أن يكون رئيسًا لشعب مصر.
من هنا أسأله هل تناسيت سيادتك أن الشعب المصرى كلمته واحدة، وأنه فى المواقف الصعبة لا يقبل أن تُرد له كلمة، ثم تعالَ هنا مش عيب عليك يا سيسى؟، هل تريد أن تشمت فينا الأعادى؟
من هنا أرجوك يا سيسى يا ريت توافق سريعًا، فالجميع أعلنها صراحة السيسى هو رئيسى، دون الرجوع إليك، ووجب عليك أن تعطى التمام أيها الرجل الهمام فى التو واللحظة كى تكتمل فرحة شعب بأكمله على أتم استعداد أن يصحو معك من الخامسة صباحا كى يعيد بناء ما أفسده فصيل الظلام.
وافق يا سيسى من أجل شعب يحتاج لجرعة فرح، ل"لم شمل"، وافق يا سيسى علشان ولاد بلدنا يتجمعوا تانى يبنوا معاك أمل بكرة ويزيحوا عتامة فصيل الهم والغم.
لا يوجد لدينا وقت فالطريق أمامك مفتوح على مصرعيه للعبور بمصر إلى بر الأمان، أرجوك يا سيسى كمِّل فرحتنا، وردد معانا غنوتنا تسلم الأيادى إللى هتعمَّر بينا ومعاك بلادى.