ما يحدث فى شوارعنا الآن كارثة بكل المقاييس؛ وبنظرة مدققة لأحوال شارعك ستتبين أن أصحاب الأكشاك تجرءوا عبر الأيام واحتلوا ببضاعتهم نصف الرصيف وكذلك فعل أصحاب فرش الخضار والفاكهة وتجرأ البعض فأنشأ محال فى أملاك الدولة وتزايدت مخالفات السير عكس الاتجاه وباتت ظاهرة عادية وتجد أسلاك الكهرباء ممتدة مباشرة من عمود الإنارة إلى بعض المحال التى تضع اللمبات الكبيرة المبهرة دون اعتبار لمباحث الكهرباء؛ وأغلب سيارات الأجرة تسيير إما بدون لوحات معدنية أو بدون رخصة تسيير وفى القليل تجد السائق لا يحمل رخصة قيادة وتكدست على الأرصفة السلع المغشوشة دون رقيب أو حسيب. ونحن جميعًا ندرك ضرورة عودة الانضباط وإزالة التعديات فى الفترة المقبلة ولكن ستكون هناك تضحيات وضحايا كثيرة؛ فأغلب المخالفين من أصحاب الأسر التى يمكن أن تتأثر كثيرًا بطردهم من شوارعنا وسوف يجد هؤلاء أنفسهم بلا عمل وهذا يزيد أعداد العاطلين ويدفع بعضهم لارتكاب أى شيء من أجل الحصول على ما يسد حاجة أسرهم، لذلك يجب أن تبادر المؤسسات الاجتماعية والمهتمة بالشئون النفسية بالتنسيق مع الجهات التنظيمية للشارع المصرى "المرور، الحى، البيئة، الصحة..." ببحث حجم الضرر الذى أصاب شوارعنا ومدى الضرر الذى سيصيب هؤلاء المخالفين ومراجعة صحيفة الحالة الجنائية لكل منهم ثم إعادة الانضباط مع إيجاد البديل لهؤلاء الذين رتبوا حياتهم على ذلك، لم يعد مقبولاً أن نترك الحبل على الغارب حتى لا تزداد الأزمة تفاقمًا فنعجز بعد ذلك عن حلها ولك أن تتخيل حجم الإشغالات التى احتلت شوارعنا وكيف يمكن إزالتها ومواجهة الأعداد الكبيرة من هؤلاء المعتدين على شوارعنا. وعودة جهاز الشرطة بكامل قوته سيعيد للشارع انضباطه المنشود، لقد ضقنا جميعًا من السلبيات التى تحدث الآن فى شوارعنا ونحن فى مصر على مشارف مرحلة جديدة تتطلب تضافر الجهود وتقويم السلوك لننتقل بوطننا إلى مراحل التنمية التى لا يمكن أن نبدأ فيها قبل أن نبدأ بالأمن والنظام فى الشارع المصرى. إن الدور الذى سيلعبه جهاز الشرطة فى المستقبل القريب هو الأساس لبناء مصر الجديدة ونحن فى الانتظار.