شكرا .. شكرا أيها القدر شكرا .. قتلت هوانا وليالينا واغتصبت حلما كان يلمع يوما فى مآقينا شكرا .. حكمت علينا أن نعيش دوما والحزن ساكن فينا وأن نعيش إلى الأبد فى ماضينا وأن نعيش بلا أمل .. يدفع عنا الحزن ويحيينا لا تحزنى يا حبيبتى إن افترقنا فهكذا اعتاد القدر .. أن يجرعنا المرار .. ويسقينا فهل يا قدر مثلما جرحتنا .. تشفينا؟ لا تحزنى يا حبيبتى فالحب عندنا جريمة يعاقب عليها القانون والحب عندنا نوع محرم من أنواع الفنون والحب عندنا .. قدره أن يعيش خلف أبواب السجون تسألين عن أخبارى حبيبتى ها أنا أبلغكِ أن النوم قد خاصم منى العيون والدمع قد أدمى من الجفون وأنى أعيش فى هذه الدنيا.. وحيدا.. مهموم لا تحزنى يا حبيبتى فقٌدر لنا أن نعيش فى دنيا الهوى كالأغراب وأن يعمر قلوبنا الخراب وألا يسكن عيوننا غير الضباب إنه القدر يا حبيبتى .. من أغلق فى وجوهنا الأبواب وتركنا نعدو وراء أمل .. ونلهث ليحيله فى النهاية إلى سراب إنه القدر من شرّد هوانا وتركه .. لتنهش منه الكلاب وتستبيح دمه الذئاب لا تحزنى يا حبيبتى .. فهكذا القدر يفرق دوما بين الأحباب يعزّ علىّ يا حبيبتى أنى وقفت مكتوف الأيدى أشاهد الشمس عن عالمى تغيب ووقفت بلا حراك أشاهد القدر .. يسلب منى الروح والحبيب وأنا أدرك أنه ذات القدر .. سيهديكِ - بلا أدنى تعب - إلى شخص .. هو عنكِ غريب لا تحزنى يا حبيبتى فهكذا القدر .. اعتاد أن يكون دوما المصيب وألا يكون أبدا الشافى والطبيب لا تحزنى يا حبيبتى فالزواج عندنا تجارة .. بيع وشراء يتجول فيه الرجل فى أسواق النساء وينتقى ما يشتهى من النساء سمراء .. بيضاء .. شقراء ينتقى مايشتهى من الألوان و ما يعجبه من الأسماء لا تحزنى يا حبيبتى فهكذا الحب عندنا .. يعيش دوما فى الخفاء لا تحزنى يا حبيبتى فنحن نعيش فى عالم يعج بالغباء