تلقت اليونان إشادة بجهودها فى تطبيق الإصلاحات الاقتصادية فى الوقت الذى تولت فيه مع بداية العام الحالى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبى، ولمدة ستة أشهر مقبلة. ففى الوقت الذى حث فيه رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروسو الحكومة والشعب فى اليونان على التمسك بإجراء الإصلاحات الاقتصادية وإجراءات التقشف الصارمة، أصر أيضا على نجاح حزم الإنقاذ المالى لليونان مضيفا أنه يتوقع خروج اليونان من الركود الاقتصادى الذى تعانى منه منذ ست سنوات. وقال باروسو للصحفيين فى مؤتمر صحفى مشترك مع رئيس الوزراء اليونانى أنطونيس ساماراس، "قلت عام 2013 إنه سيكون العام الذى يبدأ فيه الاقتصاد الأوروبى الخروج من الأزمة.. هناك دليل على أن هؤلاء الذين توقعوا أن اليونان ستضطر إلى الخروج من منطقة اليورو كانوا على خطأ". من ناحيته، قال ساماراس إن اليونان قدمت تضحيات كبيرة وهى الآن تخرج من أزمتها، مضيفا أن بلاده ستركز خلال رئاستها للاتحاد الأوروبى على محاربة البطالة والتصدى لأزمة الهجرة وإقامة الاتحاد البنكى لأوروبا. يذكر أن اليونان تعتمد منذ 2010 على قروض الإنقاذ الدولية الدائنين الدوليين وهم الاتحاد الأوروبى والبنك المركزى الأوروبى وصندوق النقد الدولى، حيث تطبق أثينا منذ ذلك الوقت إجراءات تقشف صارمة للحصول على هذه القروض. يأتى ذلك فيما جرى تعزيز إجراءات الأمن فى مختلف أنحاء العاصمة اليونانية أثينا أمس الأربعاء، فيما استعدت البلاد رسميا لتولى رئاسة الاتحاد الأوروبى التى تستمر ستة أشهر، حيث يحضر مراسم التنصيب مسئولون رفيعو المستوى من الاتحاد الأوروبى. وسيتم نشر أكثر من 2500 من رجال الشرطة وأفراد شرطة مكافحة الشعب فى المعالم الرئيسية لمراسم تولى اليونان رئاسة الاتحاد الأوروبى- قاعة زابيون وقاعة أثينا للحفلات الموسيقية، فيما تعهدت جماعات يسارية عدة بخرق حظر الاحتجاجات الذى يستمر 18 ساعة والذى فرضته الحكومة اليونانية. ويمكن رؤية قيود مرورية فى معظم مناطق وسط المدينة حيث استقبل مسئولون يونانيون رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروسو، ورئيس الاتحاد الأوروبى هيرمان فان رومبوى. يذكر أنه جرى فرض حظر مماثل على تنظيم الاحتجاجات فى يوليو الماضى خلال زيارة قام بها وزير المالية الألمانى فولفجانج شويبله للعاصمة اليونانية، وأيضا فى أكتوبر 2013 خلال زيارة المستشارة أنجيلا ميركل للمدينة لمدة يوم واحد. وتولت أثينا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبى، ومدتها ستة أشهر، مطلع الشهر الجارى، فى الوقت الذى تكافح فيه للخروج من ركود اقتصادى استمر ست سنوات، وتقليص عجزها الضخم فى الميزانية. وقال نائب وزير الخارجية اليونانى ديمتريس كوركولاس إن البلاد ستتولى رئاسة الاتحاد الأوروبى بميزانية صغيرة تصل إلى نحو 50 مليون يورو (67 مليون دولار) آملا فى أن تترك "بعض المدخرات فى النهاية". وأضاف "ستعقد معظم الاجتماعات فى أثينا بسبب الاقتصاد والتقشف.. نحاول بالفعل توفير الأموال، سنقيم فعاليات ثقافية فى إطار ميزانية محدودة.. لكن التقشف لن يحرمنا من أن نكون رئاسة ناجحة".. ومن المقرر أن تعقد قمة رئيسية مع رؤساء دول وحكومات أفارقة أيضا فى أثينا. ورغم أن اليونان تلقت الجزء الأكبر من قروض الإنقاذ التى يصل إجماليها إلى 240 مليار يورو 326 مليار دولار، مازالت البلاد تواجه ديونا داخلية ضخمة، كما يصل معدل البطالة فيها إلى 25%. وقال حزب "سيريزا" اليسارى المعارض فى اليونان إنه قاطع مراسم الاحتفال بتولى أثينا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبى، والمقررة فى وقت لاحق اليوم. وقالت كريستا نيكولو، المتحدثة باسم الحزب لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إن زعيم الحزب أليكيس تسيبراس لن يحضر المراسم التى تقام فى قاعة أثينا للحفلات الموسيقية بالمدينة، احتجاجا على خلافات بشأن أولويات الائتلاف الحاكم خلال رئاسة اليونان الأوروبية.