لم تعرف حياته البزخ أو الترف، فكان بسيطًا وجميلاً كشخصيات رواياته، وكلغته التى تتسلل إليك وأنت تقرأ أعماله بعذوبة، كان ملكاً حزينًا على أحوال أبناء قومه، حتى أحلامه كانت بسيطة جدًا، أحلام رجل يعلم فى هيئة البرد، وحتى بعدما صار كاتبًا كبيرًا لم يتخل عن أحلامه وينظر إليها بتعالى، ويحلم بما هو أكبر منها، بل على العكس ظل متمسكًا بها، كأن تخليه عنها يعد تغييرًا فى مبادئه. حلم أن يجلس على كرسى هزاز، ومن منزل إلى آخر، تنقل "إبراهيم أصلان" حتى استقر فى منزله الأخير فى منطقة المقطم، وقبل وفاته اشترى ال"كرسى الهزاز" ووضعه فى الشرفة، كما كان يحلم لينظر إلى غروب الشمس، وكان من المدهش أن حينما جلس عليه أول مرة فارق الحياة. ولم يكن هذا الحلم، هو الوحيد، بل حلم "مالك الحزين" بالعودة إلى منطقة الكيت التى كتب عنها روايته الشهيرة، ولكنه كان يحلم بالعودة إليها وهو بصحة جيدة، هكذا كان يقول للشاعر إبراهيم داوود، الذى رافقه لفترة طويلة، لم تكن صداقتهما فيها عادية، بل كانت أسرية. يتذكر "داوود" أحلام صديقه، فيقول كان يحلم دومًا بإنشاء "جبهة شعبية لتحرير الأرصفة" فى مصر، من المقاهى والباعة الجائلين بعدما احتلوها، وتسببوا فى عدم تمكن كبار السن من المشى عليها تجنبًا للسيارات والدراجات البخارية والتوكوك. ويقول إبراهيم دادوو، كانت أحلام "أصلان" دائمًا ذات بعدين، أولهما على المستوى العام، وثانيًا على المستوى الشخصى، فكان يحلم بأن يكون للمثقفين العرب منابر لهم فى مصر تتمثل فى إنشاء سلاسل أدبية، وهو ما عكف عليه بالفعل بسلسلة "كتابات عربية" فى قصور الثقافة، حيث كان يرى أن أزمة أى مبدع عربى تمكن فى إيصال صوته داخل مصر، وأن يكون له مساحة فى أن يتحدث ويسمعه الآخرون، إلا أنه أراد أيضًا أن يعرف المبدع العربى أن صديقه المصرى يعانى كثيرًا فى وطنه. أما عن أحلامه على المستوى الشخصى، فيذكر "داوود" أن "أصلان" رأى ذات مرة شخصًا يرتدى جاكت جبردين رمادى اللون كجول، فالتقط بهاتفه صورة له، وكان كلما سافر خارج مصر، بحث عنه فى المحلات ولم يجده للأسف. وعن أحلامه على المستوى الإبداعى، فيقول "دادوو" كان نفسه يكتب رواية عن شخص "شامم هواء.. مايته فى قلته" هكذا كان يقول "أصلان" وهو شخص اكتشف أنه أصبح قصير القامة فجأة، وهو جالس على "الكنبة" فى بيته، لكنه لم يكتب هذه الرواية للأسف، كما حلم بأن يقدم كتابًا عن رياضة الملاكمة، وقد كان خبيرًا بها، وعارفًا بكل فنونها، وأسرارها، وتفاصيلها، ومتابعًا جيدًا لكافة فعالياتها. أما عن حلمه قبل رحيله، فيقول "داوود" كان عم "أصلان" يتابع أفعال جماعة الإخوان المسلمين، من جمعة قندهار، وغيرها، ويحلم بألا يسيطر الإخوان على مقاليد الحكم، ويقول "قلبى واجعنى على مصر" ويصمت ويتابع "بس مسيرهم إلى زوال"، ولكنه رحل قبل زوالهم، وتحققت أمنيته. لمزيد من أخبار الثقافة ندوة مفتوحة لمناقشة كتاب "نقد الفكر الدينى" بالجيزويت الثقافى ندوة لمناقشة كتاب "تناقضات المؤرخين" بالمركز القومى للترجمة غداً رواية "فى قلبى أنثى عبرية" لخولة حمدى تتناول المجتمع اليهودى والمقاومة اللبنانية