إذا كنت من محبى الكلاب وهواة اقتنائهم وتربيتهم وتأنس بهم أكثر من البنى آدمين، أبشر لم يعد أمامك مشكلة يمكنك اصطحاب كلبك مرفوع الرأس وتتجه إلى "كوفى شوب" دون أن تقرأ لافتة ممنوع اصطحاب الحيوانات، اللافتة التى تزعج محبى الكلاب وتصطدمهم فى أغلب النوادى والشواطئ، الآن وفى مصر مقهى ترفع لافتة "أهلا بالكلاب" وتوفر للكلاب الوجبات الغذائية والمشروبات الصحية وخدمات أخرى من تصفيف الشعر وتقليم الأظافر، فى هذا المقهى الكائن بحى مدينة نصر لن تشعر بالانزعاج أو القلق على كلبك الذى سيلقى رعاية ربما لا يلقاها بشر، فى هذا المكان ثقافة مضمونها الكلب كائن حى له حقوق يجب احترامها، فى مقهى "يا أهلاً بالكلاب" لن يشعر كلبك بالوحدة أو القهر والإقصاء والاستبعاد بالعكس سيجد كلاب يشاركونه الرفاهية وبإمكانه أن يقيم صداقات وربما تنشأ قصص حب تؤدى إلى أفراح وليال ملاح. ليس المقهى فقط الذى فتح أبوابه للكلاب، فتخطيط المنتجعات السكنية الآن يراعى تخصيص أماكن لترويض الكلاب، أحد الإعلانات التليفزيونية عن منتجع "كمبوند" لجأ لتسويقه بمشهد شاب يسير ممسكًا بكلبه مع عبارة لم يعد هناك مشكلة هنا أماكن مناسبة وحدائق لتقضى وقتًا مع كلبك، جرت العادة أن يتم التسويق للمنتجعات السكنية بصور لأطفال سعداء قرب المدرسة وأماكن التسوق وتوفر أماكن الترفيه. التسويق لم يعد بمشهد أسرة سعيدة بنمط سكن تتوفر فيه مساحات خضراء وأماكن ترفيه وإنما بشهد رجل يصطحب كلب. رفاهية الكلاب تأتى فى توقيت تتزايد فيه معدلات ونسب الفقراء حسب تقرير الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء أكثر من ربع المصريين فقراء و4,8 يعانون فقر مدقع لا يجدون ما يأكلون. "دلع الكلاب" ذكرنى بمسابقة لاختيار ملكة جمال البقر - أيوة البقر - فى محافظة أسيوط. لكن المسابقة شارك فيها بقر من محافظات أخرى بالصعيد ولكن البقرة الفائزة كانت من محافظة أسيوط لتحظى أسيوط بصفة الأجمل بقرًا والأفقر بشرًا. المسابقة كانت قبل ثورة يناير بأيام.. لا نعترض على رفاهية ودلع الكلاب ولا مسابقات جمال البقر، ولكن نرفع أصوات بشر يريدون المساواة ولو بالكلاب.